
“الصمت من أجل غزة”: حملة إلكترونية عالمية تكسر جدار التجاهل
في عالمٍ تتسع فيه الضوضاء على الشاشات، وتتصارع الأصوات في فضاءات رقمية لا تعرف السكون، قرّر ناشطون من مختلف أنحاء العالم أن يكون صمتهم هذه المرة هو أبلغ صرخة.
إنها “Silence for Gaza – الصمت من أجل غزة”، حملة رقمية أطلقتها جهات مدنية وناشطون مستقلون، تدعو إلى مقاطعة منصات التواصل الاجتماعي يوميًا لمدة نصف ساعة، تضامنًا مع سكان غزة،في ظل تصاعد الأحداث الإنسانية المؤلمة التي تعصف بقطاع غزة، ومع دخول المعاناة يومها التاسع.
ستنطلق الحملة مساء اليوم في التاسعة مساءً حسب التوقيت المحلي لكل مشارك، و تهدف إلى تحويل الصمت الرقمي إلى رسالة احتجاجية موجهة للمنصات، والأنظمة، وصُنّاع القرار في العالم، مفادها أن هناك غضبًا جماعيًا مكتومًا… لكنه ليس غافلاً.
احتجاج غير تقليدي بلغة التكنولوجيا
يوضح المنظمون في شرح مبسط، أن إطفاء الهاتف أو التوقف التام عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من الساعة التاسعة حتى التاسعة والنصف مساءً، يشكل “إشارة غير طبيعية” للخوارزميات التي تعتمدها المنصات لرصد النشاط العام، فحين يتزامن انقطاع ملايين الحسابات حول العالم عن التفاعل، يتغير النمط الرقمي، ويبدأ الذكاء الاصطناعي ذاته في طرح الأسئلة: ما الذي يحدث؟
هذا الشكل غير النمطي من الاحتجاج، يُعتبر من أساليب العصيان الرقمي السلمي، الذي لا يرفع شعارات ولا يقتحم شوارع، لكنه يضغط عبر “غياب الحضور”، وهي مفارقة معبّرة في زمن تعوّد فيه العالم على أن يكون الغضب صاخبًا كي يُلتفت إليه.
لغة الصمت… من غزة إلى العالم
لكن خلف التقنية، تقف الرمزية. فكما يقول نص الحملة: “أهل غزة مجبرين على الصمت تحت القصف والحصار، ونحن نختار أن نشاركهم هذا الصمت، لكن بصيغة احتجاج.. ” إنها محاولة لتحويل التضامن من فعل فردي عاطفي إلى فعل جماعي منظم، يعيد الاعتبار للكرامة الإنسانية في زمن تتواطأ فيه خوارزميات المنصات أحيانًا مع تغييب أصوات الضحايا.
حركة قابلة للاتساع… والتأثير
و يأمل القائمون على المبادرة أن تستمر لمدة أسبوع قابلة للتمديد مع دعوة عمومية لنشر الفكرة وتعميمها على أوسع نطاق، مؤكدين أن مجرد مشاركة آلاف أو ملايين المستخدمين في توقيت واحد كفيل بجذب انتباه الإعلام وصناع القرار.
وإن كانت المبادرة رمزية في جوهرها، إلا أن أهدافها تكشف عن وعي جديد لدى جيل رقمي قرر أن يطوّع أدوات التواصل نفسها للاحتجاج على صمت العالم. “30 دقيقة من الصمت لأجل غزة تصرخ أكثر من ألف كلمة”، تقول الحملة… في رسالة موجّهة إلى عالم لم يعد يصمت.
ملحوظة: المبادرة انطلقت اليوم الخميس 24 يوليوز 2025