
مطالب بالإفراج عن مراسل الجزيرة الصحافي المغربي محمد البقالي المحتجز في إسرائيل
احتجز الجيش الإسرائيلي، السبت 26 يوليوز 2025، الإعلامي المغربي محمد البقالي، بمعية حوالي 20 ناشطا، وصحفيا، وبرلمانيا، من مختلف الدول والجنسيات، وهم على متن سفينة “حنظلة” لتحالف أسطول الحرية، التي كانت تحمل بعض المساعدات الغذائية والدوائية لأهل غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع.
النقابة الوطنية للصحافة المغربية
واستنكرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشدة ما وصفته بـ”الاعتقال التعسفي” للصحافي محمد البقالي، وطالبت بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وعن كافة المتواجدين على متن السفينة”.
ودعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “جميع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بحرية الصحافة، وبالعمل الحقوقي، والإنساني إلى التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل ضمان سلامة الطاقم وتمكينه من أداء مهمته الإنسانية والإعالمية”.
وقالت النقابة، إن “المعطيات المتوفرة، تؤكد أن قوات االحتالل الإسرائيلي اعترضت السفينة واقتحمتها بعد سلسلة من المضايقات في عرض البحر، وذلك على بعد أقل من سبع ساعات من بلوغها شواطئ غزة، في اعتداء سافر على مهمة سلمية ذات طابع إنساني وحقوقي وإعلامي”.
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “هذا الاعتداء انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، ولقواعد حماية الصحافيين أثناء تأديتهم لمهامهم، خاصة في مناطق النزاع”.
وأدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية المداهمة التعسفية التي تعرضت لها السفينة، معتبرة أن احتجاز الصحفي المغربي محمد البقالي وطاقم السفينة “يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واعتداء سافرا على حرية الصحافة والعمل الإنساني”.
ودعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى الإفراج فورا وغير المشروط عن الزميل البقالي وعن كافة من كانوا على متن السفينة، كما طالبت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لضمان سلامة الطاقم وتمكينه من أداء مهمته الإنسانية.
الجامعة الوطنية للصحافة
من جهنها، طالبت الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام السلطات بالتدخل العاجل لحماية البقالي، بعد احتجازه من طرق القوات الإسرائيلية ضمن مجموعة من النشطاء الدوليين الذين كانوا على متن السفينة “حنظلة”.
وقالت الجامعة في بيان تضامني إنها تتابع “بقلق بالغ واستنكار شديد” ما يتعرض له الزميل محمد البقالي وعدد من النشطاء المدنيين من مضايقات وانتهاكات، عقب اعتراض قوات الاحتلال سفينتهم ، رغم أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية من غذاء ودواء، ضمن محاولة سلمية لكسر الحصار المفروض على غزة.
واعتبر البيان أن مشاركة البقالي في هذه الرحلة تطوع نبيل يندرج ضمن “الواجب الإنساني للصحفيين في نقل الحقيقة والانحياز لقيم العدالة والحرية والكرامة”، مؤكدا تضامنها “المطلق وغير المشروط” معه، ومحيّية “شجاعته وموقفه الإنساني في مواجهة آلة البطش والاحتلال”.
ودعت الجامعة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، السلطات إلى التحرك العاجل عبر القنوات الدبلوماسية لضمان سلامة الزميل البقالي وكرامته، وصون حقه في ممارسة عمله دون تضييق أو انتقام، كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه هذه “الانتهاكات الصارخة”.
وأكدت الجامعة أن حرية الصحافة مكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأن حماية الصحفيين أثناء النزاعات تندرج ضمن اتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الزميل البقالي وكل النشطاء على متن السفينة.
كما ناشدت كافة النقابات والمنظمات الحقوقية والإعلامية، الوطنية والدولية، إلى اتخاذ مواقف تضامنية واضحة، والضغط من أجل إطلاق سراح جميع النشطاء وتوفير الحماية اللازمة لهم.
برلمانية تدخل على الخط
وفي السياق ذاته، وجهت النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار المغربي، فاطمة التامني، نداء إلى رئيس مجلس النواب المغربي ووزير الشؤون الخارجية، دعت من خلاله إلى التدخل العاجل لحماية المواطن محمد البقالي، المعتقل من السلطات الإسرائيلية.
وقالت النائبة التامني، إن قوات الاحتلال أقدمت على اعتراض السفينة “حنظلة” الإنسانية في عرض البحر الأبيض المتوسط، أثناء توجهها إلى قطاع غزة المحاصر، واعتقلت جميع من كانوا على متنها، منهم البقالي الذي كان يشارك في مهمة إعلامية تهدف إلى تغطية عملية تضامنية دولية مع الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن الصحفي المغربي كان ضمن وفد يضم نحو 20 ناشطا وصحفيا وبرلمانيا دوليا، انطلقوا من ميناء سيراكوزا الإيطالي، وسبق أن صدرت تهديدات إسرائيلية لهذه المبادرة، بل وتعرضت السفينة لمحاولات تخريب قبل انطلاقها، بحسب شهادات موثقة من المشاركين.
وتساءلت التامني عن الإجراءات التي تعتزم السلطات المغربية القيام بها لضمان سلامة الصحفي المغربي جسديا ونفسيا، داعية إلى التدخل للإفراج الفوري عنه، أسوة بما قامت به دول أخرى لحماية مواطنيها المشاركين في الرحلة.
العدالة والتنمية
من جهته، أعلن حزب العدالة والتانمية عن تضامنه الكامل مع الإعلامي المغربي محمد البقالي، وطالب سلطات المغرب “التحرك الفوري لإطلاق سراحه”.
وقال إدريس الازمي الادريسي، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح صحفي، إن “ما يثير الانتباه والاستنكار، أن عملية قرصنة السفينة الإنسانية والسلمية تمت من طرف قرصان البحر الصهاينة في المياه الدولية، في مخالفة صريحة لكل القوانين الدولية ذات الصلة، وفي تحد صارخ للنظام العالمي، ولاقت للأسف كسابقاتها صمتا مطبقا للمجتمع الدولي، مما يشجع الكيان الصهيوني على مواصلة تصرفاته ووحشيته غير مبال بالقوانين والمواثيق والمؤسسات الدولية، وهو ما يهدد ويقوض السلم والأمن الدوليين”.
يذكر أن أسطول الحرية سبق أن أعلن، مساء أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي بقتحم السفينة “حنظلة” التابعة له، التي تقل حوالي 20 ناشطا دوليا من جنسيات مختلفة، إلى جانب البقالي ومصور صحافي أمريكي، وذلك بينما كانت تبحر في المياه الدولية في طريقها نحو غزة.
رسالة البقالي قبيل احتجازه
وكان مصطفى البقالي، شقيق الصحافي المحتجز، قال، في تدوينة في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي،إن شقيقه، محمد البقالي، “كان ضمن من اختطفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عملية قرصنة غير قانونية بالمياه الدولية، بينما كان يؤدي واجبه المهني والإنساني في تغطية رحلة سفينة حنظلة”.
من جهته، وقبل دقائق من احنجازه، نشر محمد البقالي مقطع فيديو، قبل اقتحام الجيش الإسرائيلي السفينة وأوصى بنشره في حالة احتجازه، مطالبا، من خلاله، السلطات المغربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل لدى إسرائيل للإفراج عنه وعن باقي النشطاء.
عائلة الصحافي تطالب بتدخل عاجل
وطالبت أسرة الصحافي البقالي، الجهات الحقوقية والإعلامية والدولة المغربية، بـ”التحرك العاجل لإطلاق سراحه”.
وقال يوسف البقالي، شقيق الصحافي المحتجز، في بلاغ، إن “محمد البقالي كان يؤدي واجبه المهني والإنساني على متن سفينة (حنظلة)، عندما تعرض، رفقة نشطاء آخرين، لعملية قرصنة غير قانونية من قبل قوات الاحتلال في المياه الدولية”.
وأضاف أن الأسرة “تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته، وسلامة بقية النشطاء المشاركين في الرحلة الإنسانية”، مؤكدة أن البقالي كان يقوم بواجبه في تغطية الحدث بشكل حر وآمن.
وطالب البلاغ نفسه، المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية بالتحرك العاجل للضغط من أجل إطلاق سراح شقيقه، كما دعا الدولة المغربية إلى القيام بواجبها في حماية أحد مواطنيها العاملين في مهنة الصحافة، والدفاع عن حقه في ممارسة التغطية الميدانية بحرية وأمان.
إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع
وأدان “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع” اختطاف الزميل محمد البقالي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ونطالب الدولة المغربية بالتدخل العاجل لحماية مواطنها
وقال بيان إن الصحافيين والصحافيات المغاربة “يتابعون بقلق بالغ حدث احتجاز زميلنا محمد البقالي، من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أثناء اختطافها السفينة “حنظلة” بعد اعتراضها في المياه الدولية، لمنع وصولها إلى قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين”.
وأضاف البيان ذاته، أن “الزميل محمد البقالي، الصحافي بقناة الجزيرة، على متن “حنظلة” في مهمة إعلامية لتغطية رحلة السفينة الإنسانية التابعة لتحالف أسطول الحرية، إلى جانب 20 متطوعاً من جنسيات مختلفة، بينهم برلمانيون أوروبيون وصحافيون ونشطاء، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 سنة”.
وأشار إلى أن مشاركة الزميل محمد البقالي على متن السفينة “حنظلة” “تعد أداءً لواجب مهني أولاً، ولمهمة إنسانية ثانياً تسلط الضوء على ما يعيشه الغزيون من حصار وتجويع، وتفضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وأعلن “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع”، عن تضامنهم الكامل واللامشروط مع الزميل محمد البقالي، ومع جميع أفراد طاقم السفينة “حنظلة”.
وطالبوا “الدولة المغربية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالتدخل العاجل من أجل حماية الزميل البقالي، والعمل على إطلاق سراحه”.
ووجهوا الدعوتة إلى “جميع الزملاء والزميلات، ومختلف النقابات والمنظمات الصحافية، والأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية إلى التحرك والضغط المكثف لضمان سلامة الزميل محمد البقالي والمطالبة بإطلاق سراحه عاجلاً”.
وعبروا عن”إدانتهم الشديدة لعملية اختطاف السفينة “حنظلة” وطاقمها، واعتبارنا هذا الفعل الإجرامي اعتداء صارخاً على القانون الدولي وحرية الصحافة”.
ويُذكر أن اختطاف السفينة “حنظلة” يأتي بعد واقعة مماثلة تعرضت لها سفينة “مادلين” في يونيو الماضي، حيث تم احتجاز طاقمها من قبل القوات الإسرائيلية، وتعرضوا لانتهاكات أثناء التحقيق والاعتقال.
إعادة سينارية سفينة “مادلين”
ويُذكر أن احتجاز السفينة “حنظلة” جاء بعد واقعة مماثلة، حيث سبق أن تعرضت لها السفينة “مادلين” في يونيو الماضي، حيث تم احتجاز طاقمها من قبل القوات الإسرائيلية، وتعرضوا لانتهاكات أثناء التحقيق والاعتقال.
وكان أسطول الحرية، هو أسطول بحري وبعثة إنسانية دولية نظمت من طرف تحالف أسطول الحرية بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على قطاع غزة منذ 2023، وإيصال المساعدات الإنسانية وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
وقادت الأسطول سفينة “مادلين”، وهي سفينة شراعية أُعيدت تسميتها تكريمًا للصيادة الفلسطينية “مادلين كُلاب”.
و”مادلين” هي السفينة رقم 36 في إطار محاولات تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007، بعد تعرض السفينة التي كان من المقرر أن تقود الأسطول “سفينة الضمير العالمي” أو “كونساينس”، لهجوم بطائرات بدون طيار في المياه الدولية قبالة جزيرة مالطا في 2 مايو 2025.
انطلق الأسطول من مدينة قطانية بـصقلية في فاتح يونيو 2025، وكان على متن السفينة ناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرچ، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية، ريما حسن.
في صباح 9 يونيو 2025، تعرضت سفينة “مادلين” للقرصنة و الاختطاف من قِبل القوات الإسرائيلية في المياه الدولية وصعدت عليها بعد نشر مُسيرات وتشويش الاتصالات.