
بالفيديو جسر مرفأ سيدني يهتز على وقع “مسيرة من أجل الإنسانية” دعما لفلسطين
في مشهد سيبقى عالقًا في ذاكرة المدينة، تحوّل جسر مرفأ سيدني، صباح الأحد 3 غشت 2025، إلى نهر بشري تدفق على وقع المطر، حيث احتشد عشرات الآلاف في “مسيرة من أجل الإنسانية” تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ومطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.
من داخل قطار يعبر الجسر، بدت المظلات الملوّنة كحقول أزهار تتحرك ببطء، تحملها أيادٍ ترتجف من البرد، لكنها ثابتة من الإصرار. تحت هذا المطر المتواصل، رفرفت الأعلام الفلسطينية، وارتفعت الهتافات التي امتزجت بصفير الرياح، لتصنع سيمفونية احتجاجية لا تعرف الصمت.
قدّرت الشرطة الحضور بنحو 90 ألف مشارك
انطلقت المسيرة من قلب المدينة، لتشق طريقها نحو الجسر الذي أغلق أمام السيارات منذ منتصف النهار. قدّرت الشرطة الحضور بنحو 90 ألف مشارك، بينما رأى المنظمون أن العدد تخطى المئتي ألف، جاءوا من مختلف الخلفيات، بينهم عائلات وأطفال وكبار في السن، وبعضهم حمل أواني الطهي قرعًا على الجوع الذي يفتك بأطفال غزة.
ورغم التحذيرات الأمنية ومحاولات إيقافها، أصر المتظاهرون على عبور الجسر، معتبرين أن التضامن لا يعرف انتظار التراخيص. ومع تزايد تدفق الحشود، أرسلت السلطات رسائل طارئة إلى الهواتف تدعو المتظاهرين للتوقف، خوفًا من الاكتظاظ، لكن المطر ظل يغسل الإسفلت والخطوات معًا، في مشهد عناد جماعي نادر.
رسالة إنسانية عابرة للسياسة
لم يكن هذا اليوم مجرد مظاهرة، بل كان رسالة إنسانية عابرة للسياسة، مفادها أن أصوات المظلومين يمكن أن تجد صدى لها حتى على بعد آلاف الكيلومترات. وعلى جسر يربط بين ضفتي مدينة، وُلد جسر آخر، غير مرئي، يربط بين قلوب الأحرار في سيدني ومعاناة غزة المحاصرة.