
الحقيقة الصارخة: ليس لدى نتنياهو خطة
عن “هآرتس” وترجمة “الأيام الفلسطنية”
الفاشي لا برنامج سياسي له
الفيلسوفة حنه ارنديت كتبت بأن موسوليني كان كما يبدو “الزعيم الأول للحزب الذي رفض بشكل متعمد أي برنامج سياسي رسمي”.
في إسرائيل تبنى حزب الليكود هذه الرؤية منذ زمن. فعندما سأل المراسلون عن ذلك قبل انتخابات 2013 اجابوا في مقر حملة دعاية الحزب “ان تسأل الحزب الحاكم عن برنامجه السياسي”، هذا يعتبر انشغالاً بصغائر الأمور.
ليس للاقتباس، قالت في حينه جهات في الحزب بأن نتنياهو يفضل الامتناع عن نشر برنامج سياسي “كي لا يتورط مع الموضوع الفلسطيني”.
هذا المنطق يطبقه الآن نتنياهو بالنسبة للحرب في قطاع غزة.
فمنذ اندلاع الحرب هو يمتنع عن طرح خطة حقيقية لتحقيق أهدافها. في الحقيقة وعد مرة تلو الأخرى بتدمير حماس في موازاة تحرير المخطوفين، وفي هذا الأسبوع كرر ذلك أيضا. ولكنه لم يوضح في أي يوم؟ كيف حسب رأيه يمكن تحقيق الامر المستحيل؟
يبدو ان مجرد توقع طرح تفسيرات وتفاصيل حول قراراته يعتبر بالنسبة له فضيحة – على الأقل حسب اقوال ابنه يئير الذي تغريداته توفر لنا اطلالة على مزاجه الحقيقي.
عندما غرد مراسل “يديعوت احرونوت” يوسي يهوشع في هذا الأسبوع بأنه اذا كان نتنياهو معنياً باحتلال غزة فان عليه الوقوف امام الشعب و”توضيح الأثمان المتوقعة مقابل حياة المخطوفين والجنود الذين سيسقطون”.
هذا الطلب الأساسي رد عليه نتنياهو الابن بتلميح يفيد بأن هذا الامر كان بمثابة توجيه اجرامي من قبل رئيس الأركان ايال زمير، وهو يمثل تمرداً ومحاولة انقلاب عسكري.
حقا وحقيقة لا يوجد حقاً خطة لنتنياهو تصرخ الى عنان السماء،
حقيقة انه لا يوجد حقاً خطة لنتنياهو تصرخ الى عنان السماء، الى درجة أنه حتى أشد مؤيديه اضطروا مؤخراً الى الاعتراف بذلك مع اظهار أمل يائس بأنه وراء هذا اللاشيء الكبير تختفي خطوات عبقرية للاعب الشطرنج الأفضل في العالم.
“السياسة في غزة تنهار تماماً”، اقتبس المراسل السياسي المتماهي في القناة 14 جهة مجهولة، “واثقة بانه يوجد هنا خداع ذكي لنتنياهو، حيث ان جزءاً من الخطة لا نعرف كل تفاصيلها”.
في هذه الاثناء يبدو أن خطة نتنياهو الوحيدة هي جعل اكبر عدد ممكن من الإسرائيليين يؤمنون بهذه الهراءات، وأن يؤمنوا بأن النجوم ستنتظم بصورة معينة، وفي حالة الفشل سيلقي المسؤولية على آخرين.
نتنياهو وجد نفسه في وضع لا يوجد لديه فيه ما يعرضه. لأن خطته الأصلية لمواجهة القضية الفلسطينية – تجاهل السلطة وتمويل حماس – انهارت وكلفت دماء الكثير من الإسرائيليين.
إرادة وقيادة الزعيم هي ما يحتاجه الناس وليس العقيدة
الاحتمالية التي بقيت له هي ان يتحرك بشكل تلقائي أو ان يعيش من اليوم الى الغد والامل بحدوث الأفضل. نتنياهو راهن كثيراً على الاحتمالية الثانية وعدم الجدوى وتغطية الخطاب العدائي الموحد كما يبدو، الذي يتنازل مسبقاً عن المبررات المنطقية.
في أيديولوجيا الفاشية، كتب باكستون، “إرادة وقيادة الزعيم هي ما يحتاجه الناس وليس العقيدة”. بدلاً من أن يعرض على شعبه أفكاراً مبررة وخططاً منظمة فان “الزعيم الفاشي أراد قيادة شعبه الى تجربة حسية لمجال سياسي أعلى: الدفء الموجود في الانتماء للعرق، الذي وصل الى وعي كامل بهويته، والانفعال الموجود في المشاركة في نشاطات جماعية واسعة…