الرئسيةمجتمع

اعتبروه «توزيعًا غير منصف»: طلبة الأقسام التحضيرية يينتفضون

أعلن المكتب الطلابي للأقسام التحضيرية بالمغرب، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني لممثلي طلبة الأقسام التحضيرية، رفضه الشديد لما يراه «توزيعًا غير منصف» لمقاعد مدارس المهندسين ضمن نتائج المباراة الوطنية المشتركة 2025.

وجاء الموقف في بيان رسمي صدر الجمعة 15 غشت، موجَّهًا بالأساس إلى المدرسة العليا للميكانيك والكهرباء (ENSEM) المشرفة على المباراة، ومعتبِرًا أن ما وقع «إقصاءٌ لعدد من المترشحين المتفوقين وتوزيعٌ غير عادلٍ للمقاعد بعيدًا عن مبدأ الاستحقاق».

جوهر الاعتراض: أو أين يبدأ الخلل؟

يتمحور اعتراض الطلبة حول شقين مترابطين اولهما منهجية توزيع المقاعد بين المدارس، والتي يعتبرونها غير عادلة ولا تعكس التراتبية الحقيقية لنتائج المرشحين إضافة إلى التدبير الزمني والإجرائي للمسابقة، خاصة على مستوى الإعلان عن النتائج وإبلاغ المترشحين بأي تغييرات في آليات التنقيط والترتيب.

بهذا المعنى، لا يقف الاحتجاج عند حدود المطالبة بالمزيد من المقاعد، بل يتجه إلى صلب القاعدة الحاكمة للمنافسة: كيف نُقيس الاستحقاق ونوزّع الفرص؟

تأخير النتائج… ارتباك يسبق الشفوي

أوضح البيان، أنّ الإعلان عن نتائج الاختبار الكتابي جاء متأخرًا، ما أربك حسابات الطلبة وأثّر في استعداداتهم للمباريات الشفوية، فالفاصل الزمني الضيق بين ظهور النتائج والتحضير للمرحلة التالية يُفسد على المترشحين تخطيطهم الأكاديمي واللوجستي، ويؤدي بحسب المكتب إلى منافسة «غير متكافئة» تُفضِّل من تسعفه الظروف على من يستحق فعلاً.

تعديلات التنقيط بلا إشعار مسبق

يشير المكتب كذلك إلى غياب إشعار مسبق يخص أي تغييرات في نظام التنقيط والترتيب قبل مرحلة الانتقاء، وبحسب قراءتهم، فإن تغيير قواعد اللعبة في منتصفها ينسف مبدأ اليقين الإجرائي الذي تُبنى عليه ثقة المترشحين في المسابقة ويُعرِّض نتائج الانتقاء للتشكيك.

وبالنتيجة، يرى الطلبة أن حرمان بعض المتفوقين من المرور إلى المباريات النهائية ليس تفصيلاً عابرًا، بل مسألة تمسّ تكافؤ الفرص في عمقها.

خطوات عملية بلا تصعيد

و لتفادي الانزلاق نحو توترات تعصف بمصلحة الطلبة، أعلن المكتب الطلابي عزمه التواصل مع الجهات الوصية وشرح الاختلالات المطروحة والمطالبة بتصحيحها ضمن سقف القانون والمساطر التنظيمية.

ويؤكد المكتب تمسكه بنهجٍ هادئ ومسؤول، مع تجنّب أي تصعيد قد يضرّ بمسار التحضير للمرحلة الشفوية وبحقوق المترشحين كافة.

تنسيق ميداني لجمع المعطيات

دعا المكتب جميع المترشحين إلى التنسيق مع مكاتبهم المحلية ومدّها بالمستجدات والمعطيات الضرورية لمتابعة الملف، بما يتيح بلورة صورة دقيقة عن مواطن الخلل وتقديم مقترحات تصحيحية قابلة للتنفيذ.. الرهان هنا هو تحويل الغضب المتفرق إلى قنوات مؤسسية تضغط بالحجج والمعطيات، بدل الانجرار إلى ردود فعل انفعالية.

المبدأ الناظم يجب أن يكون عدالة الولوج وتكافؤ الفرص

ختم المكتب بيانه بتجديد التشبث بـالعدالة والإنصاف في الولوج إلى مدارس الهندسة، والتأكيد على أنّ معيار التفوق الأكاديمي ينبغي أن ينعكس مباشرة في توزيع المقاعد، كما أعلن استعداده للدفاع عن حقوق الطلبة أمام الجهات المعنية، بما يضمن تكافؤ الفرص وتحصين الثقة في المساطر الوطنية للمباريات.

تضع هذه الأزمة الإصبع على سؤالٍ أوسع من واقعةٍ موسمية: كيف نُدير منافسة وطنية عالية الرهانات بحيث تحافظ على الشرعية الإجرائية والعدالة الموضوعية معًا؟ فالتأخير في النتائج، والتعديل غير المُعلن لقواعد التنقيط، ومنهجية توزيع المقاعد… كلها عناصر تقنية في ظاهرها، لكنها في جوهرها تُعيد تشكيل خريطة الفرص لمئات الطلبة.. ومن ثمّ، فإنّ أي مراجعة تُعيد الانسجام بين الاستحقاق، الشفافية، والإنصاف، لن تكون خدمةً لفوجٍ بعينه، بل استثمارًا في مصداقية النظام برمّته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى