الرئسيةرأي/ كرونيك

وجداننا مع رفيقنا العزيز سيون أسيدون

أظن أننا نستحق اسمه، المعطي منذ نبضنا اليساري الأول نستحق أن نشد على قلوبنا ونفكر فيه كثيراً وهو الآن في وضعه الصحي الحرج جِدًّا.

يا لهذا التقابل الهائل بين الوضع هنا في مستشفى “خليفة” بالدر البيضاء والوضع الخطير هناك في غزة، لأنه وفي كل صباحه ومساءه يحمل “غزة” في قلبه، هذا الذي نحاول أن نستحق أن يكون قلب كل واحد مِنّا لأنه صافٍ كالتزامه الإنساني.

كنتُ اليوم مع ثلة من الرفيقات والصديقات والرفاق والأصدقاء، لنشد على أيادي بعضنا هناك في بهو المستشفى.

حاولت ألا أظهر في الصورة وأنا أتخيل ذبذبات الشاشات في غرفة العناية المركزة، وأنا أرى مقدار التعب الفظيع الذي يعانيه “الحبيب كمال”، وأنا أشاهدنا بعجزنا ولغونا وعواطفنا وثرثرتنا وارتياحنا للقائنا مع بعضنا في هذه اللحظة الأليمة.

رفيقنا، هذا الذي استدعى من كرسيه الجامعي المرموق، عالما رياضيا فرنسيا مشهورا ليتضامن مع معتقلي الحركة الماركسية -اللينينية المغربية في بداية سبعينيات القرن الماضي.

رفيقنا هذا الموسيقي يعزف على آلته التي لم تزعجنا إلا لماما. رفيقنا هذا الذي عانق الحرية هاربا وعانق مأساة رحيل الفقيد “جبيهة رحال”.

رفيقنا هذا الذي لم نعد نعرفه إلا بكوفيته وطربوشه الأحمر “التونسي-المغربي-الليبي” والعلم الفلسطيني. رفيقنا هذا الوحيد ربما الذي لا يتخلى عن ابتسامته المنيرة وهو يتقدم مسيرة أو يلقي كلمة أو يتدخل في محاضرة أو…….يناضل كمناضل بسيط كبير.

رفيقي وحبيبي ليس لي غير ما ترك الوضع من وجدان مُحِبٍّ في جوارحي. ليس لي غير أن أشتاق إلى طلعتك الودودة المشعة.

رفيق وحبيبي، أعرف أن أقصى ما تحتاجه الآن هو أن يحظى الطاقم الطبي والرفاق-الأصدقاء الذين يتبعون تطور وضعك، بالهدوء وصفاء الذهن la sérénité الضروريين لكي يوجهوا كل مهارتهم وعلمهم لمساعدتك حتى تجتاز هذه المحنة الشاهقة.

رفيقنا المعطي، قم تواصل عطاءك وتكتشف البلاد وتتسلق الجبال المغربية التي تحب والتي تحبك، هي أيضاً، رفيقنا سيون أسيدون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى