

في تطور صادم، سجل مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير خلال الأسبوع المنصرم خمس وفيات في صفوف نساء حوامل كنّ تحت الرعاية الطبية، وهو رقم غير مسبوق يثير كثيرا من الشكوك والقلق وسط الرأي العام المحلي والوطني.
أرقام تتجاوز المألوف
بحسب مصادر طبية مطلعة، فإن معدّل وفيات الأمهات الحوامل لا يتجاوز عادة حالة واحدة في السنة، وهو ما ينسجم مع المؤشرات الوطنية المتعارف عليها، غير أن تسجيل خمس وفيات في غضون أسبوع واحد فقط يُعدّ أمراً غير عادي ويستوجب الوقوف عند أسبابه العميقة.
مطالب بفتح تحقيق عاجل
أصوات الرأي العام سارعت إلى المطالبة بفتح تحقيق مستقل وشفاف لمعرفة الملابسات الحقيقية لهذه الوفيات المتزامنة، وبعض الفاعلين يشيرون إلى احتمال وجود اختلالات في جودة الخدمات الصحية، أو ضعف في التجهيزات والإمكانيات المخصّصة لطب النساء والتوليد بالمستشفى، في حين لم تستبعد مصادر أخرى فرضية الإهمال الطبي أو غياب الكفاءة في التدخلات المستعجلة.
سياق وطني مقلق
جدير بالذكر أن هذه الحادثة تأتي في وقت تسعى فيه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تقليص معدلات وفيات الأمهات، التي ما زالت تُسجّل نسباً مرتفعة مقارنة مع الأهداف التنموية للمغرب، فوفاة 5 نساء في فترة قصيرة تهدد بنسف جهود سنوات، وتعيد النقاش حول إشكالية العدالة الصحية بين المدن والجهات، خصوصاً في المناطق الجنوبية.
دعوات للشفافية والمحاسبة
من الجدير عدم طمس الملف أو الاكتفاء بتبريرات تقنية، بل التوجه إلى نشر تقرير رسمي يوضح حيثيات كل حالة، مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات إن ثبت وجود تقصير أو إهمال، فالمسألة لا تتعلق فقط بأرقام وإحصاءات، بل بحياة أمهات فقدن في ظروف غامضة وأسر تُركت في ألم وذهول.
وفاة خمس نساء حوامل في أسبوع واحد بمستشفى الحسن الثاني بأكادير حادثة استثنائية وخطيرة، تستدعي فتح تحقيق عاجل، وضمان حق الأسر في الحقيقة والإنصاف، حتى لا تتحول قاعات الولادة إلى فضاء للرعب بدل الأمل.