الرئسيةمجتمع

بجليز في مراكش شاب عشريني يشعل النار في جسده

أقدم شاب في العشرينيات من عمره، مساء الامس، على إضرام النار في جسده في حي جليز بمراكش، في حادث صادم أثار رعب المارة واستنفار الأجهزة الأمنية والطبية. ووفق معطيات أولية، جاء الفعل بعد أن فقد الشاب عمله في أحد الملاهي الليلية المعروفة بالحي، ما دفعه إلى سكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وإضرام النار.

تدخل عدد من المواطنين فور وقوع الحادث وحاولوا إخماد النيران وإنقاذ الضحية، لكن الحروق التي تعرض لها كانت بالغة، خصوصاً في صدره وجزئه العلوي، كما وثّق الفحص الأولي وجود جروح غائرة على صدره تُرجّح المصادر أنها ناجمة عن محاولة إيذاء نفسه قبل إشعال النار، ما يضيف بعداً معقَّداً لملابسات الحادث ويستدعي تحقيقاً دقيقاً في تسلسل الوقائع والأسباب النفسية والاجتماعية المؤدية إليها.

تحقيق أمني وحالة حرجة بالمستشفى

استنفرت الحادث مختلف المصالح الأمنية والسلطات المحلية التي باشرت إجراءات بحث وتحقيق للكشف عن ظروف وملابسات الواقعة، في حين نُقل المصاب في حالة حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي محمد السادس لتلقي العلاجات الإسعافية والمتابعة الجراحية والحرارية اللازمة.

من الحدث إلى السياق الاجتماعي

بالرغم من كون الخلاصات الأولية تربط الفعل بفقدان العمل، فإنّ ما جرى يفتح نافذة أوسع على قضايا اجتماعية وصحية تتجاوز الحادث نفسه: هشاشة سبل الرزق بين الشباب، غياب حماية اجتماعية كافية للعاملين بالقطاعات غير الرسمية، وصعوبات الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي.. يقول مختصون في علم النفس الاجتماعي إنّ صدمات فقدان الوظيفة، لا سيما في سياقات تكون فيها الهوية والكرامة مرتبطة بالعمل، قد تدفع بعض الأفراد إلى أفعال تطرفية كصرخة يائسة تطلب الانتباه أو الاحتجاج.

ثغرات في الدعم النفسي وحماية العمال الليليين

تكشف الحادثة بوضوح عن حاجة ملحة لتعزيز خدمات الصحة النفسية المجتمعية ووصولها إلى فئات العمال الهشّة.. كما أنها تستدعي مراجعة نظم التوظيف والأمان الاجتماعي في القطاعات غير التقليدية: عقود عمل واضحة، آليات طرد وإنهاء عادلة، وخدمات توجيه وإعادة تأهيل مهنية. على مستوى المجتمعات المحلية، توجد حاجة لتدريب العاملين والمواطنين على الإسعافات الأولية والتعرف على علامات الأزمة النفسية لتقليل مخاطر مثل هذه الأفعال.

ختاماً

يبقى الحادث جرس إنذار لمدينة تعدُّ من أبرز وجهات السياحة والترفيه بالمملكة: حين تنهار الشبكات الاجتماعية والاقتصادية حول الأفراد، تتحول لحظات اليأس إلى أفعال تحمل ثمنها الشخص والمجتمع.. و فيما التحقيقات جارية، المطلوب الآن هو أن تتحول هذه الصرخة إلى فرصة لإعادة النظر في آليات الدعم والحماية التي تحمي شباناً كثيرين من الانزلاق إلى نفس الهاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى