الرئسيةرأي/ كرونيك

الشباب بين صوت الشارع وصمت السلطة

بقلم الصحافية هدى سحلي

من جديد، يخرج الشباب المغربي ليعلن حضوره، وهذه المرة أيضا، عبر دعوات اطلقتها مجموعة تدعو نفسها “gen212″من فضاءات التواصل الاجتماعي لتتحوّل إلى وقفات سلمية بعدد من المدن. الدوافع لم تكن خفية: أوضاع اجتماعية واقتصادية خانقة، انسداد في الأفق، وإحباط يتفاقم وسط جيل يطالب بأبسط الحقوق في الصحة والتعليم والشغل والعيش الكريم.

المنع والتفريق بالقوة وتوقيف بعض المشاركين يطرح سؤالا حول معنى الحق في التظاهر

لكن التعامل الرسمي مع هذه التحركات – عبر المنع أو التفريق بالقوة وتوقيف بعض المشاركين – يثير أسئلة صعبة حول معنى الحق في التظاهر السلمي، وحول مدى استعداد الدولة للإنصات إلى نبض الشارع.

فحرية التعبير والاحتجاج ليست منحة ظرفية، بل حق أصيل ارتبط تاريخياً بمعارك الكرامة والعدالة.

القضية أبعد من مجرد تجمعات شبابية عابرة.

ما يجري اليوم يعكس تحوّلاً عميقاً في وعي جيل كامل، جيل “زد”، الذي يعبّر بلغته الخاصة وبأدواته الرقمية، لكنه يلتقي في الجوهر مع أجيال سابقة: الرغبة في الكرامة، العدالة الاجتماعية، والاعتراف بدوره في صياغة المستقبل.

الإصرار على المقاربة الأمنية وحدها لن يزيد إلا في تعميق فجوة الثقة بين الدولة والمجتمع. المطلوب هو حوار صريح، وفتح قنوات تواصل فعلية مع الشباب، مع ترجمة ذلك إلى سياسات عمومية ملموسة تعالج جذور الأزمة: البطالة، هشاشة الخدمات الاجتماعية، وتراجع الأمل في أفق سياسي جامع.

توقيف شباب خرجوا ليعبروا سلميا عن قلقهم ليس جوابا

اعتقال شباب خرجوا ليعبّروا سلمياً عن قلقهم لا يمكن أن يكون جواباً، بل خطوة خاطئة تُفاقم الإحباط. الجواب الحقيقي يكمن في الإصغاء، في استيعاب طاقة هذا الجيل واعتبارها فرصة للتجديد، لا تهديداً للاستقرار.

الكرة اليوم وكما كانت دائما في ملعب السلطة: هل ستختار أن تسمع وتستجيب، أم تواصل سياسة الصمت والإنكار والتجاوز ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى