قررت النيابة العامة بالرباط اليوم الثلاثاء 30 شتنبر 2025، متابعة ثلاثة شبان (شابين وشابة) في حالة اعتقال، ومتابعة 34 شابا آخرين في حالة سراح بكفالة مالية، بعد أن جرى تقديمهم أمامها اليوم، على خلفية توقيفهم خلال التدخلات الأمنية لتفريق احتجاجات “جيل Z” التي انطلقت يوم السبت 27 شتنبر 2025.
تم تقديم ملتمس بإجراء تحقيق مع 18 شابا على خلفية الاحتجاجات
وبخصوص المعتقلين الذين جرى تقديمهم اليوم في الدار البيضاء، أعلنت النيابة العامة أنه تم تقديم ملتمس بإجراء تحقيق مع 18 شابا على خلفية الاحتجاجات.
يشار في هذا الصدد، أن هؤلاء يتابعون على خلفية الاشتباه في ارتكابهم لجناية عرقلة سير الناقلات بغرض تعطيل المرور ومضايقته و استهلاك المخدرات بالنسبة للبعض مع التماس إيداعهم السجن فيما تمت إحالة القاصرين البالغ عددهم 6 على المستشار المكلف بالأحداث.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر حقوقية أنه جرى تقديم 37 موقوفا على خلفية احتجاجات “جيل زد” يوم الأحد 28 شتنبر، اليوم الثلاثاء، أمام النيابة العامة بالرباط، التي قررت وضع ثلاثة أشخاص رهن الاعتقال الاحتياطي، في حين تمت متابعة 34 في حالة سراح بعد دفع الكفالة.
سارة سوجار ..ما وتقناه كان قاسيا
وقالت المحامية والناشطة الحقوقية سارة سوجار، في إطار تتبعها للملف، مثل أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط
مجموعة من شباب هذا الوطن، وصفتهم، بأنهم، شابات و شباب يحملون في سيرتهم/هن الأخلاق والمعرفة، أغلبهم.هن أصحاب شهاداتن وممن يعشقون الفن والموسيقى والسينما، وبعضهم لا يزال على مقاعد الدراسة وآخرون/ات منخرطون في سوق العمل.
وقالت في تدوينة لها على صفحتها على الفايسبوك، إنهم تحدثوا بكل صدق، وبعفوية ملحوظة، رووا ما جرى لهم ببساطة وحرية، فيما كانت عيون العائلات المترقبة في الخارج معلقة بأبنائها وبناتها، تترقبهم بين خوف وقلق.
وأضافت سوجار في التدوينة ذاتهأ، أنه ما وثقناه كان قاسيا:
عنف لفظي وجسدي و نفسي طال عددا منهم،
انتهاكات جسيمة بحق بعض الشابات اللواتي وجدن أنفسهن في عزلة ووحشة الخوف، ليواجهن تحرشا و عنفا مهينا مضاعفا.
سوجار: الاعتقالات لم تكن تستند إلى أي مبرر قانوني واضح
الأخطر تقول سوجار، أن الاعتقالات لم تكن تستند إلى أي مبرر قانوني واضح، بل إلى ما يشبه “profilage”؛ إذ جرى توقيف شباب فقط بسبب لباسهم،سنهم، أو مظهرهم الخارجي. شوارع وأزقة تحولت إلى مصائد، حيث صار المظهر وحده قرينة للاعتقال. وهذا، في جوهره، جريمة مكتملة الأركان وفق القانون الدولي.
كما أن الشباب، تضيف سوجار، الذين تمت متابعتهم في حالة اعتقال لا يشكلون أي خطورة ، ولا مسوغ قانوني لاستمرار احتجازهم.
أضافت سوجار، أنه وفي المقابل، برز مشهد مغاير: هيئة دفاع متراصة، قوية و مقتنعة بحق هؤلاء الشباب في الدفاع و بحقهم في ممارسة حرياتهم .
الدفاع عن العدالة يكتسب قوته حين يتجدد و حين يضمن الاستمرار بنفس القيم و نفس النبل
وما ميز هذا الحضور أكثر هو ذلك الجسر بين جيلين، تقول المحامية سوجار؛ جيل المحامين المخضرمين، وجيل شاب من المحاميات والمحامين الذين حملوا القضية بصدق، ليؤكدوا أن الشباب يدافع عن الشباب، وأن مسار الدفاع عن العدالة يكتسب قوته حين يتجدد و حين يضمن الاستمرار بنفس القيم و نفس النبل.
لتنهي تدوينتها، بتساؤل، جوهري: ماذا تجنون من كل هذا القمع؟ سوى اتساع الهوة بينكم وبين جيل كان يمكن، لو ضُمِنت حقوقه وصيغت له مساحة للكرامة، أن يبني معكم وطنا أكثر حرية وإبداعا وعدالة.. لكنكم تخسرون، فيما نحن نربح: نربح الصمود، ننسج خيوط التضامن، نصنع فضاءات للأمل، ونراكم نضالاتنا جيلا بعد جيل، حتى يعلو صوت الحق وينتصر للعدالة مهما طال الزمن.
مرتبط