
جيل “Z”: نرفض المقاربة الأمنية ولا نسعى لتخريب وطننا بل لتصحيح مساره
في خضم موجة الاحتجاجات التي يعرفها المغرب خلال الأيام الأخيرة، أصدرت مجموعة من الشباب أطلقت على نفسها اسم “جيل Z” بياناً تحت عنوان “باسم الوطن”، أكدت فيه أن خروجها للشارع ليس نزوة عابرة، بل تعبير عن مطالب واضحة وعادلة، في مقدمتها الحق في التعليم الجيد، والصحة للجميع، والعيش الكريم لكل المغاربة.
رفض للخطاب السياسي التقليدي
البيان انتقد ما اعتبره “فراغاً” في الممارسة السياسية القائمة على تكرار الشعارات وغياب الفعل الملموس، مؤكداً أن الشعب لم يعد يقبل بالكلمات الفضفاضة حين تفشل الطبقة السياسية في أداء مهامها.
ودعا الشباب إلى الالتفاف حول قضاياهم المصيرية، بعيداً عن لغة التهدئة والوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ.
تحميل المسؤولية للحكومة لا للخارج
وخلافاً لخطابات رسمية تحمّل مسؤولية الأزمات لقوى أجنبية، شدّد البيان على أن “مشكلتنا لا تتعدى الحكومة الحالية وسياساتها”، داعياً المسؤولين إلى مواجهة الواقع والاعتراف بإخفاقاتهم في تلبية حاجيات المواطن.
كما ذكّر الشباب بواجبهم في الدفاع عن الوطن بالاحتجاج السلمي، وعدم الخضوع لمحاولات التخويف أو التشويه.
التخريب بين سؤال الفاعلين وحدود السيطرة
ورغم الطابع السلمي الذي أكده البيان، فقد شهدت بعض المدن مواجهات وأعمال تخريب طالت سيارات وممتلكات عامة وخاصة، ما يثير تساؤلات حول من يقف وراء هذه الأفعال: هل هي اختراقات مقصودة لشيطنة الحراك؟ أم انزلاقات فردية خارجة عن الخط المعلن من طرف الشباب المحتجين؟، ام هي ما ظلت تنبه له العديد من التعبيرات المجتمعية المختلفة، من ان الخيار الأمني في مواجهة مطالب عادلة ينطوي فعليا على مخاطر انزلاقات لا تحمد عقباها، أكثر مما يقدرها بعض رجالات الدولة، أنها ممكنة فقط حين يتم الإصرار على مواجهة أخطبوط الفساد.
كما يطرح الوضع سؤالاً آخر أكثر إلحاحا هل خرجت الأمور فعلا عن السيطرة؟ خاصة في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات وتزايد حدّة التدخلات الأمنية، وهل التقديرات السياسية لازالت هي نفسها، لا داعي أن يتدخل رئيس الدولة ويعلن جوابه عن قلق مجتمعي وصل حدا فارقا.
ثلاث مبادئ موجِّهة للاحتجاج
وجّهت المجموعة نداءً مباشراً إلى الشباب في مختلف المدن من أجل الالتزام بثلاثة مبادئ واضحة في احتجاجاتهم:
لا كلام فارغ ولا أمانات.
لا تذويب للمشكلات العامة والخاصة.
لا تراجع عن المطالب المشروعة.
رسالة إلى العالم وإلى الداخل
وختم البيان برسالة مزدوجة: أولاً إلى الداخل، حيث أكّد الشباب أنهم لا يسعون لتخريب الوطن بل لتصحيح مساره عبر العدالة الاجتماعية. وثانياً إلى الخارج، بتأكيدهم أن المغرب لا يحتاج وصاية أو تدخلات، بل إصغاءً حقيقياً لصوت شبابه.
دعوة للتغيير السلمي
وأكد الشباب الموقعون على البيان أن التغيير ممكن بالطرق السلمية والمدنية، عبر الحوار الجاد بين الشعب والمسؤولين، داعين إلى استمرار المطالبة بالحقوق الاجتماعية كسبيل وحيد لتحقيق العدالة والكرامة.