
مشروع “150 قاعة سينمائية” وجهة سوس ضمن أبرز المستفيدين
في خطوة ثقافية تُحيي الأمل في عودة الروح إلى القاعات السينمائية المغربية، شرعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في تفعيل مشروع “150 قاعة سينمائية” عبر تدشين مجموعة من الفضاءات الجديدة بعدد من المدن، ضمن ورش يروم إعادة بناء خريطة العرض السينمائي على المستوى الوطني.
ويُنتظر أن تستفيد جهة سوس ماسة بشكل لافت من هذا البرنامج، حيث تُدرج ضمن الجهات ذات الأولوية، بفعل النقص المسجل في فضاءات العرض السينمائي خلال السنوات الأخيرة، مقابل تنامي الطلب على الثقافة البصرية وتزايد الحركية الفنية التي تعرفها المنطقة، خاصة في مدن أكادير، إنزكان أيت ملول، وتارودانت.
إعادة الاعتبار للسينما… وإحياء الفضاء العمومي
المشروع يأتي ضمن رؤية حكومية شاملة لإحياء القاعات السينمائية التي تقلص عددها بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وتعزيز البنية التحتية الثقافية لتواكب التحولات الرقمية وتنوع الذوق الفني لدى الجمهور.
وتروم هذه المبادرة إلى توسيع العرض السينمائي ليشمل مختلف المدن والجهات، وإنعاش الحياة الثقافية من خلال توفير فضاءات لقاء بين الجمهور والإبداع، وخلق دينامية اقتصادية جديدة مرتبطة بالسينما والصناعات الثقافية، وكذلك من أجل دمقرطة الولوج للثقافة عبر توفير قاعات حديثة وبأثمنة مناسبة.
سوس ماسة… عودة منتظرة للسينما
يُرتقب أن تساهم هذه القاعات الجديدة في تقوية الدور الثقافي لجهة سوس ماسة، التي تُعتبر اليوم منصة نشيطة للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، لكنها ما تزال تعاني من محدودية فضاءات العرض.
ويرى فاعلون ثقافيون بالمنطقة أن هذا المشروع سيُعيد التوازن بين الإنتاج والعرض، وسيسمح بخلق جسور جديدة بين شباب الجهة والسينما، إلى جانب تشجيع الشركات والجمعيات الثقافية على تنظيم مهرجانات وعروض وأمسيات سينمائية بشكل منتظم.
رهان ثقافي يتجاوز القاعات
لا يتوقف هذا الورش عند بناء القاعات فقط، بل يمتد إلى تحديثها رقمياً، تأهيل العاملين في القطاع، وتحفيز الاستثمار الخاص في الصناعة السينمائية، في أفق جعل المغرب فاعلاً إقليمياً في مجالات الإبداع السمعي البصري.
ويُنتظر أن تُحدث هذه الخطوة أثراً مضاعفاً على الحياة الثقافية والاجتماعية، خاصة في الجهات التي ظلت خارج خارطة المسارح والسينمات لسنوات طويلة




