معتقلون في جزر مارياس المكسيكية لا يرغبون في ترك سجنهم !
بعد أكثر من قرن على إنشاء المكسيك سجنا في جزر مارياس في المحيط الهادئ البعيدة مسافة ثماني ساعات بالمركب عن سواحلها قررت حكومتها إغلاقه لكن بعض السجناء لا يريدون المغادرة.
وتسعى الحكومة إلى تحويل هذه الجزيرة التي تقوم مقام سجن منذ 114 عاما إلى مركز ثقافي وعلمي لدراسة الثروة النباتية والحيوانية وتسميتها تيمنا بالكاتب والناشط السياسي المكسيكي خوسيه ريفويلتاس (1914-1976) الذي اعتقل فيها مرتين في الثلاثينات.
لكن نبأ المخطط الحكومي لتحويل السجن لم يكن بالسار للسجناء. ويقر ريكاردو راميريس منسق قسم الحماية المدنية “ليس من السهل أن يضطر المرء إلى مغادرة الجنة. ومن الصعب جدا الاندماج مجددا في المجتمع”.
ويقول خوسيه بيتشيرا أحد حراس الجزيرة “إنه تغير جذري بالنسبة لهم”. ويوضح “كانوا يمضون عقوبتهم بهناء هنا مع عائلاتهم. وقد فوجئوا بهذا الإعلان وغادروا تعساء”.
ولا يزال الحراس يرفعون العلم المكسيكي ويعتنون بالموقع، لكن مهامهم خفضت كثيرا. وهم يتنقلون بقلق في الشوارع الخالية من إشارات مرورية بانتظار نقلهم إلى البر الرئيسي.
ويروي غريغوريو لوبيز المسؤول الأمني في أحد فروع السجن “ما من قضبان هنا حول الزنزانات وكان في وسع السجناء الركض وممارسة رياضة كرة السلة أو كرة القدم ومشاهدة التلفاز والعمل في ورشات في أوقات محددة”.
وتتمتع هذه الجزيرة الواقعة على مسافة 132 كيلومترا من الساحل بمناظر خلابة، لكنها لا تزال تحمل آثار الإعصار ويلا الذي اقتلع الأسقف وأشجار النخيل والأسلاك.
ولم يتمكن للنزلاء المكلفين تنظيف الجزيرة ترتيب كل الأمور في الأشهر الأربعة التي تلت الإعصار.
وأودع في هذا السجن منذ إقامته سنة 1905 ما مجموعه 64 ألف سجين تمتعوا بحرية مشروطة. لكن في الثامن من مارس، نقل آخر 585 سجينا فيها إلى البر الرئيسي وحولوا إلى سجن في ولاية كواهويلا في شمال البلد.
في العام 2010، أدرجت اليونسكو حزر مارياس “محمية المحيط الحيوي”. وهي تشمل 54 نوعا معرضا للخطر من الكائنات البرية والبحرية. وتشكل هذه المحمية أيضا ملاذا كبيرا لتعشيش الطيور البحرية.
وتنتشر فيها أيضا حيوانات الإيغوانا والسحالي والببغاوات والأفاعي والوطاوط.