من هو مرتجى قريريص أصغر “معتقل سياسي” في السعودية والمهدد بالإعدام؟
أثارت مطالبة النيابة العامة السعودية بإصدار حكم الإعدام بحق الشاب مرتجى قريريص بتهمة “الإرهاب والتحريض على التمرد”، تنديدا واسعا من المنظمات الحقوقية العربية والدولية. ولقد اعتقل قريريص في 2014 عندما كان عمره 13 عاما، بسبب مشاركته في مظاهرات شهدتها منطقة القطيف ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة. وتعتبره المنظمات الحقوقية “أصغر معتقل” سعودي. فمن هو هذا الشاب المهدد اليوم بحكم الإعدام في الـ18 من عمره؟
يراقب الرأي العام الدولي بنوع من الذهول ما ستؤول إليها نهاية محاكمة الشاب مرتجى قريريص في السعودية، المتهم بـ”الإرهاب والتحريض على التمرد”، بعد مطالبة النيابة العامة بتنفيذ حكم الإعدام بحقه. واعتقل قريريص قبل خمس سنوات في مدينة العوامية في محافظة القطيف ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة. وكان عمره وقتها لا يتجاوز 13 عاما.
وجاءت المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام بحقه “بعد إرغام الفتى على التوقيع على اعترافات بتهم لم يرتكبها، تحت التعذيب وضغط العزل الانفرادي”، كما جاء في تغريدة لشبكة معتقلي الرأي العام السعودية. وقد يكون قضى 15 شهرا في الاعتقال الانفرادي خلال الأربعة أعوام الأخيرة، بحسب ما ذكرته قناة “سي إن إن” الأمريكية.
وأشارت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أن مرتجى ينتمي إلى عائلة فقدت، على يد النظام السعودي، شقيقه الأكبر علي الذي قتلته بالرصاص قوات الأمن السعودية في 23 ديسمبر 2011، واعتقل والده على الرغم من حالته الصحية المتدهورة، أما أخوه الناشط رضا فهو موقوف في سجن مباحث الدمام منذ الأول من يونيو 2014″.
اعتقال على خلفية مسيرة للأطفال بالدراجات الهوائية
اعتقلت شرطة الحدود السعودية الطفل قريريص في 2014 عندما كان في طريقه إلى البلد الجار البحرين برفقة عائلته، ثم أودع في زنزانة فردية في سجن مخصص للقاصرين. وبقي لسنوات بدون محاكمة حرم خلالها من زيارة أي محام. وأفادت وسائل إعلام أن هذا الطفل كان تلاحقه قبل اعتقاله سلطات المملكة على خلفية مظاهرات للسعوديين الشيعة، شهدها البلد في 2011 في سياق ما عرف وقتها بـ”الربيع العربي”، ثم في 2013 إثر إحياء جنازة شقيق له توفي في إحدى المظاهرات برصاص الشرطة.
وأوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، العاملة في لندن، أن عملية الاعتقال “جاءت بعد مرور ثلاث سنوات على واقعة تنظيم 30 طفلا مسيرة احتجاجية بالدراجات الهوائية في المنطقة الشرقية في السعودية، طالبوا فيها النظام السعودي باحترام حقوق الإنسان، وهي الجريمة الرئيسية التي اعتقل بسببها قريريص وكان عمره وقتها عشر سنوات”.
واعتبرت المنظمة أن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة إلى قريريص هي اتهامات “مفبركة ولا تناسب عمره وقت اعتقاله، إذ وجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية وارتكاب أعمال عنف وشغب ضد المنشآت الحكومية والاعتداء بإطلاق النار على أفراد الأمن”.
أصغر معتقل سعودي
تعتبر المنظمات الحقوقية العربية والدولية قريريص أصغر معتقل سياسي في السعودية. ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أنه لم يسبق أن زاره أي محام حتى مثوله لأول مرة أمام إحدى المحاكم المختصة في الإرهاب بعد مرور أربع سنوات على سجنه.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي إلى “الضغط على السلطات السعودية لإنقاذ حياة” هذا الشاب البالغ من العمر اليوم 18 عاما مما أسمته “القتل والصلب”.
وأكدت المنظمة أن أحكام الإعدام التي تصدر بحق القاصرين أو الأشخاص الذين كانوا قاصرين وقت اعتقالهم تعد باطلة قانونا، إذ أنه وبموجب قانون الأحداث السعودي الذي تم تعديله في نوفمبر 2018، فإن المادة 15 منه تنص على أنه “إذا كان الحدث متما (الخامسة عشرة) من عمره وقت ارتكابه فعلا أو أفعالا معاقبا عليها فتطبق عليه العقوبات المقررة عدا عقوبة السجن، فيعاقب بالإيداع في الدار مدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى للعقوبة الأعلى المقررة لذلك الفعل ودون التقيّد بالحد الأدنى لتلك العقوبة، أما إذا كانت الجريمة مما يعاقب عليه بالقتل، فيعاقب بالإيداع في الدار مدة لا تتجاوز عشر سنوات”.
ونفذت الرياض عشرات أحكام الإعدام بحق عدد من السجناء غالبيتهم من الشيعة في السنوات الأخيرة على خلفية الأحداث التي هزت منطقة القطيف. ولم تستثن هذه الأحكام أشخاصا تم اعتقالهم في عمر الطفولة. وكانت هذه السلطات قد نفذت حكم الإعدام بحق شاب آخر اعتقل في 16 من العمر ووجهت إليه نفس التهم الموجهة إلى قريريص.