تواكب “دابا بريس” حدث عيد العرش بحوارات ودراسات وغيرها، وفيما يلي الحوار الأول، الذي أجرته “دابا بريس: مع رئيس حركة أنفاس الديمقراطية، والذي قدم فيه وجهة نظره في العديد من القضايا والإشكالات التي ترتبط بمرور 20 سنة على ماسمي بالعهد الجديد، أو 20 سنة على حكم محمد السادس.
وفيما يلي نص الحوار:
هل ترى أن مرحلة البدايات الأولى لمرحلة محمد السادس، كما يقال، اصطدمت فعليا بضعف وعدم قدرة المشهد السياسي على مواكبتها ؟ ام انها هي نفسها كانت تحمل عناصر فيها ستجعلها فيما بعد تفقد عنصر الجادبية لانها عجزت أن تقطع مع ماضي نظام سياسي فيه أعطاب بنيوية؟
بدايات حكم محمد السادس لم تحدث قطيعة مع ما سبق بل كانت في اطار استمرارية لما أسسه الراحل الحسن الثاني من مقومات انتقال سلس على الصعيد الداخلي و بضمانات القوى الكبرى..لا ننسى ان سنوات فقط قبل تقلد محمد السادس للحكم كان الخطاب الرسمي يتحدث عن السكتة القلبية و عن ضرورة المصالحة مع الماضي و ضمان مقومات تناوب ديمقراطي على الحكم…
المراحل الاولى من حكم محمد السادس شهدت تطورا مفاهيميا..تبني قاموس حقوقي ، الدعوة لمفهوم جديد للسلطة و اطلاق ما اصطلح عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. و جسدت مبادرات كالانصاف و المصالحة و تقرير الخمسينية قمة رغبة لا نظن أنها لم تكن صادقة لقراءة منصفة للماضي لاستشراق المستقبل..
ثمة عوامل تعرية أفقدت كل هذا الجهد بريقه…عوامل لا يمكن أن نحمل القصر وحده المسؤولية فيها بل كل الفاعلين…الفاعل السياسي باتكاليته و عدم استطاعته قراءة المستقبل و المبادرة..و الفاعل الاقتصادي بتقليدانيته ..
اعتاد الجميع تعليق كل نكوص على مشجب اطر هلامية كالمخزن و جيوب المقاومة غير أن واقع الأمر أن العطب البنيوي أكبر من أن يلخص في ملكية شاء التاريخ أن تكون مركزية في النظام المغربي بل العطب يخص اولا البنية المجتمعية التي فشلت الى الان في تبني تام لقيم الحداثة و المواطنة و يخص ايضا طبقة من المتنفعين غير القادرين على الخروج من نسق ريعي انتفاعي في بدائيته و معارضة غير قادرة على قراءة الواقع و استشراف المستقبل دون عدمية مرضية أو جلد للذات.
شكلت مشاريع وأوراش ما سمي العهد الجديد مادة نقاش بل وتبلورت معها قراءات ونتجت عنها ممارسات وقناعات ورؤى . مشاريع ليس فقط اقتصادية بل حقوقية سياسية…كيف تقرؤون باختصار هذا المسار؟
كما أسلفنا لم تكن هناك قطيعة ..المغرب مر من أعتاب سكتة قلبية الى مرحلة إنعاش طالت…المؤشرات الكبرى في القطاعات الاجتماعية لم تتقدم و تصنيفات المغرب في التقييمات الدولية لم تبرح مكانها..و باعتراف الملك و في اكثر من خطاب النموذج التنموي أظهر محدوديته…