فيروس كورونا يغيب الحراك عن شوارع الجزائر لأول مرة منذ عام
للمرة الأولى، منذ 57 أسبوعا، غاب متظاهرو الحراك الشعبي، الجمعة، عن شوارع العاصمة، وكبرى المدن الجزائرية، على خلفية مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد.
واقتصر المشهد في وسط العاصمة، على انتشار عناصر الشرطة الذين كانوا يرتدون بغالبيتهم الأقنعة الواقية.
كما خيم الصمت على الشوارع، بدلا من الشعارات المناهضة للنظام، ولم تقطعه سوى توجيهات الوقاية من مخاطر الفيروس، الصادرة من مكبرات الصوت.
ويأتي ذلك بعدما نجحت حشود الحراك طيلة أكثر من عام، بالعاصمة والولايات، في تجاوز المصاعب التي كان يفرضها سوء الأحوال الجوية والعطل السنوية كما الصيام في شهر رمضان، فضلا عن المخاوف المتنامية في الأيام الأولى لظهور فيروس كورونا.
تسجيل 90 إصابة
وكانت السلطات قد منعت المسيرات والتجمعات على خلفية تفشي الفيروس في البلاد، إذ سجّلت 90 إصابة مؤكدة به و10 وفيات، في قرار ترافق مع دعوات صدرت في الأيام الأخيرة من داخل الحراك وأطياف المعارضة السياسية من أجل تعليق التحركات موقتا.
وهذا الأسبوع، قال الوزير الأسبق والدبلوماسي عبد العزيز رحابي إنّ “التعليق الموقت للمسيرات بسبب المخاطر الصحية، واجب وطني ويحفظ حقنا في التظاهر بحرية من أجل جزائر قوية وأكثر عدلا”.
وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي شعار “دولة مدنية لا فيروسية” بدلا من شعار “دولة مدنية لا عسكرية”.
“تعبئة صحية”
وكان الحراك الاحتجاجي يواصل مطالبته بتغيير النظام السياسي القائم منذ الاستقلال في 1962، عقب استقالة الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة في أبريل 2019.
وفي حدث غير مسبوق، كانت المساجد مغلقة أمام المصلين يوم الجمعة. وقد ختم المؤذنون دعوتهم إلى الصلاة بالقول “أقيموا الصلاة في منازلكم”.
وفي ظل “التعبئة الصحية”، شهدت الشوارع انتشار عمّال يعقمون الأرصفة والطرقات ومواقف الحافلات، وحتى جذوع الشجر.
وفي حي باب الواد الذي يعدّ أحد معاقل الحراك، كان السكان ينظفون المباني والأرصفة بوسائل محدودة، وفق مصوّر في وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت السلطات الجزائرية قد قررت مساء الخميس إغلاق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى، وتعليق العمل في كل وسائل النقل العمومي والخاص داخل المدن وبين الولايات.