في الواجهة

قد أختلف مع سونيا… لكني مستعد للدفاع عن حقها…

وأنا أتابع شريط الوقائع والسجالات المتشنجة، التي رافقت البث الحصري للشريط الإستطلاعي الذي بثته القناة الثانية بعنوان ” الحصلة ” الذي أخرجته ” سونيا التراب” ،والذي كان موضوعه وفضاء إنجازه حي ” الحي المحمدي “…

قلت في نفسي: هل فعلا هناك مايستحق كل هذا ” الصراخ والهمز واللمز، والشتم والذم، والتخوين، والخدش في الأعراض واووو…؟؟؟
لن أدخل في مناقشة ” الشريط وزمانه وزمنية إنتاجه “…فهذا مايبدو أن المناخ الذي يحيط بهذا العمل لن يوفر لنا آذانا وعيونا مفتوحة ومتقبلة لإجرائه وفق قواعد عقلانية ومهنية…

وهذا هو ماسيكون بيت القصيد في كلامي اليوم…لأن المشكلة،اليوم، والحصلة الكبرى التي يبدو أنها سارت تلقي ب ” مينوطاتها” على عقولنا، وأكاد أقول جميعنا، هي انغلاق ” صدرنا الديمقراطي” لأي فكرة أو رأي أو إبداع لانرتاح له، أو قد نفهم منه أنه موجه ضدنا أو ضد شئ منا أو فينا!!!

والعتب كل العتب أن هذه ” الحصلة الذهنية ” والمعيقة لأي تطور مدني للفضاء العمومي صارت تجد لجذورها متسعا من الإنتعاش وبدون مقاومة في صفوف الديمقراطيين أو من هم من المحسوبين عليه يسارا أو وسطا…

قد لايعجبنا شريط، وقد لانحب قصيدة أو لوحة تشكيلي، أو مقالة رأي،، فهذا لايعطينا الشرعية لأي منا أن يغلق الشوارع ، ويقيم المتاريس، ويغلق النوافذ، ويرفع أعلام الغضب العام، حتى يقيم المحكمة، ويصدر الحكم بقطع
رأس ” سونيا “…!!!! أو ” ” ،،،اوووو !!!

فهل يمكن لمثلي أن يطمئن أمام هذا الإندفاع اللفظي العنيف الذي يذكر بكلام التكفيريين للعلمانيين والديمقراطيين، ،!!!
فمن سيدافع عني حين يعتلي سدة المجتمع حملة خطاب من هذا النوع مختلطون ومن كل قبائل العقائد الضيقة الصدر…
لقد تذكرت ” فولتير ” ، بالخطأ، وأنا أردد في قرارة نفسي…

قائلا: ” وماذا لو اختلفنا كلنا مع سونيا!!! افلا يمكن لنا مع ذلك أن ندافع عن حقها في التعبير عن رأيها؟؟؟…”

( لعلمكم فإن فولتير لم يسبق له أن دافع عن رأي يخالف رأيه، إلا بشروط، من ضمنها أن لايعبر عن ذلك الرأي في الفضاء العمومي وإلا فإنه سيستحق عقابه الشديد الذي سيلقاه!!!!)…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى