بعد رحيل نور الدين الصايل…السينما المغربية اليوم في مفترق الطرق
لا جرم أن السينما في إبان ولاية الفقيد نور الدين الصايل حققت طفرة إنتاجية مشهودة،
طفرة جعلتها تتبوأ على مستوى المشهد الثقافي العام ،
و مكانة متقدمة وطاغية على بقية الفعاليات الثقافية ،
وقد ساعد في ذلك إصرار ذ الاستاذ نور الصايل على ان إنعاش الانتاج وتزويد موازنته ،
على اعتبار وحده الكفيل بخلق طفرة كمية على مستوى الإنتاج ، كسبيل وحيد او بالاحرى رئيسي لفرز الجودة والنوعية اللتان تحققان للسينما المغربية حضورا أقوى وتنافسية إن على مستوى جماهريتها ورواجها المحلي او على مستوى حضورها في المحافل الدولية ,
ويمكن القول إن هذا التصور الذي نظر له المرحوم أعطى نتائج محمودة لا يمكن ان ينكرها غير جاحد ، فالانتقال على مستوى الانتاج من ثلاثة الى ستة على اكثر تقدير الى ما يفوق عشرين فيلم سنويا ليس بالامر الذي يستهان به اليوم ,
ويمكن إجمالا ربط هذه الفورة الانتاجية بالارادوية الفاعلة التي طبعت تسيير ذ نوالدين الصايل وبتجاوب كل من حكومة المرحوم عبد الرحمان اليوسفي وحكومة ادريس جطو اللتان وفرتا الامكانات المادية التي تعتبر اليوم مكسبا لا يستهان به يفرض على اهل القطاع تجويده وترصيده حماية له من ظروف الزمن ,
السينما المغربية اليوم في مفترق الطرق على اعتبار ان هذا الزخم الدي تفجر ابان ولاية نور الدين الصايل رحمه الله وتواصل خلال ولاية صارم الفاسي شارف حدوده وبات يفترض بقوة ابتكار اساليب واليات للانتقال به على مستوى النوعية والجودة الى سرعة ثانية .
ولعل الية الدعم او ما أصبح يعرف بالتسبيق على المداخيل هي اول ما اصبح يفرض مراجعته ، ولقد اعترف بهذا مدير المركز السينمائي في الدورتين الاخيرتين للمهرجان الوطني للفيلم وهو يتحدث عن الحصيلة السنوية لقد لخص ما وصلت اليه اسينما المغربية في انها خطت خطوة مهمة على مستوى الانتاج، ولكن الشيء الذي يؤرق ادارة المركز السينمائي المغربي، ويؤرق كل مهتم ومتابع نزيه ان الحصيلة من الافلام فقيرة على مستوى الواقع العملي ، من جهة من اصل مثلا عشرين 20 فيلم كل سنة نجد فيلما او فيلمين ينجح جماهيريا ويدر مردودا سواء لخزينة صندوق الدعم او على مستوى مداخيل مؤسسات التوزيع والاستغلال، وفيلما او فيلمين يجاوزان الحدود ويحضران في محفل او محفلين دورليين ، ومن جهة اخرى يظل قرابة ستة عشر فيلم اي الاغلبية الساحقة في حالة شرود فلاهي تحقق نجاحا جماهيريا او على الاقل حدا ادنى من الرواج ولا هي تحقق حضورا معتبر في المحافل يدعم مكانة وصورة السينما المغربية .
لقد ان الاوان لمراجعة هذا الوضع الذي استفحل ، هنالك اليات ممكنة لفك هذه العقدة بفتح الطريق حول اساليب جديدة في الدعم تفسح المجال للدماء الجديدة وتعطي اهمية وتمييز للاجتهاد وتحد من تهافت محترفي الاستفادة من الدعم ،
لقد شاهدنا في السنتين الاخيرتين شباب برزت موهبتهم في دورات المهرجان الوطني وهم يقدمون افلاما قصيرة مبتكرة وكيف طحنتهم لجنة الدعم عندما قدمو مشاريع للمرور الى الفيلم الطويل , بينما قامت اللجنة بدعم اسماء اكلت اكثر من حقها ولم تنتج غير الهباء.
لقد حان الوقت ان يقول هؤلاء الله يخلف وتجبدون مما وهبتهم السينما ويديرو يديهم في جيوبهم ان كانت حقا وحقيقة تحب السينما ولا تتعامل مع صندوق الدعم كبقرة حلوب ,,,, يتبع