رأي/ كرونيك

انتخابات قادمة بنكهة الغياب

في شتنبر سنتوجه لصناديق الاقتراع…
لن يكون يوم الجمعة…
فالجمعة يوم مقدس عند المسلمين…
ومن الأفضل أن نصوت في يوم محايد…
حتما لن يكون لا الأحد ولا السبت…
وإلا تورطنا مع المقرئ أبو زيد” والفقيه العلامة” أبو النعيم ” و الجناح الدعوي للعدالة والتنمية…فيصخب الرعاع والغوغاء…
وترتفع الأصوات المؤمنة جدا…
” من يحمي الإسلام من لفتيت… الداخلية توالي النصارى واليهود… أسقطت الجمعة… واختارت الشباط أو يوم القداس النصراني…”
لا… لن يمنحكم لفتيت ورقة جديدة…

تطرقون بها الأبواب… عصبة مؤمنة تخاف على الدين والملة…
سيكون يوم الانتخاب أي يوم… إلا الأيام المقدسة…
لأن المغاربة اليهود لا يضرمون نارا يوم السبت..
لن نصوت السبت….
ولا عمل يوم السبت…

والأحد… يوم أثمل… قلما لا يشعر فيه الحداثيون جدا بصداع الرأس..
نعم.. هو يوم الطبقة المتوسطة… والسكارى… والحالمون… والملحدون… والدهريون… والعلمانيون… وجماعة من الحداثيين… والعجر والفوضويين..الذين يصابون صبيحة الأحد بصداع الثمالة… لا يستطيعون فتح عيونهم… ينامون حتى الظهيرة … وبعضهم… يذهبون للحمام في ناصية الدرب…

وليكن إذن يوما… آخر…

لا حرج في الأمر… إن لم نكلف أنفسنا مشقة الذهاب للتصويت بدل الحمام والمقهى والحانة والصاحبة وزيارة “العروبية” والتقاط صور مع البقر والحميضة وبلعمان والشجر والعفر والنفر والحفر والكلاب والمسابح والأطعمة والجبال والجمال والبحر والنه … سيؤخذ بأصواتنا… ولو كنا في عمرة لوجه الله..
ألم نسجل أنفسنا في اللوائح “الانتحابية”..؟

لا تقلق… سيتم تسجليك… وإن لم تفعل…
فالغائبون والموتى والكسالى والسكارى والمقاطعون… كلهم سيكون لهم دور حاسم في الانتخابات…
كم نحن قادرون على الإبداع…
ديمقراطيتنا استثنائية…
حتى الموتى… والكسالى… سيحددون مصير المغاربة…
لا يهم… لا خوف على يسار منيب و الذيب والغريب والجيب…

نسيت… أن أذكركم…

ألم ترسل الدولة رسالة لمنيب في آخر تصويت…؟
الزعيمة الجميلة… رغم أنها تصلي وتقوم الليل وتصلي التراويح… لم تنتزع مقعدها…
الرسالة واضحة…
المخزن واعر…
يبخس من يشاء ويرفع من يشاء…

قد يصوت الناس على السراح والجلاد والساحر والفقيه المنقب عن الكنوز و السمسار ومالكي الملاهي والحانات والبيسريات.. ولا يصوتون على الأستاذة الجامعية الزعيمة
لسنا في حاجة إليكم…

ديمقراطيتنا لا يسار فيها غير يسار الطابور والزمار والغياط والعياط وبقي من موقعة روما…

اليسار… سهل كالطريق السيار…
سلوا الصبار… والعراب… وفتشوا عن الرفاق في المؤسسات الدستورية واللجان ومضمار الرهان و السفارات و المؤسسات العمومية…

بالمناسبة… أين شباب 20 فبراير…؟
قال أبي لن أصوت هذا العام..؟
ظننت أبي نضج… وأدرك ألا جدوى من الذهاب…
ألا جدوى من انتخابات لا تفرز غير السقم والغبن والموت كمدا…
لكنه قال: بنكيران… غير موجود… هو رجل يعرف الله…
وحين قلت له إن لبنكيران تقاعدا سمينا…
لم يصدق… وقال: الرجل غير سريره بمشقة الأنفس…
يا أبي… أنا أحدثك عن بنكيران وليس عن سي يتيم الحميم ولا الرميد الصنديد…ولا وزير الحليب ولا العثماني الوزير الغريب ولا أمزازي الظريف الأنيق… ولا المهند بطل المسلسل الممل ” ثلاجة حبيبي وفران البيجيدي”

أبي ملحا… يردد… نعم… لم يغير بيت النعاس ديالو غير بست وستين كشيفة…
آه… فهمت… السرير… الناموسية… بلاغة لغوية … استعارة… إطلاق الجزء وقصد الكل…

فعلا…. الدين أفضل خطاب في السياسة…

من من اليسار يقنع أبي..؟
بلفريج ربما … عمر الجميل… شهيد برلمان يتحدث فيه إلى نفسه.. النسخة الحداثية المعدلة الملطفو عن” آل بلفريج”…
يسارا…. لا يمينا… ولا يمينا جدا..
بلفريج… الذي يستعد لدفن تجربته… وخيباته..؟
لا أظن… فأبي مازال مستعدا لقتل أختي إن عشقت ابن الجيران… وعمتي إن حبلت بدون زواج… وطرد أخي إن أشعل سيجارة في رمضان…
وابني… مازال… يبحث عن فتاة لم يلمسها أحد قبله…
ومازالت لا أراه في مشروع بلفريج… متى يكون…. لا أدري…؟
وحيث أسكن… بعض الشباب يلعنون السماء والدين والرب وأمريكا والشيعة والجماعة والنقابة… ويعربدون كثيرا… لكنهم مستعدون للدفاع عن رمضان… وتكفير المفطرين… وكل شيء مباح في غير رمضان..

في رمضان… يمكنك القمار… والتشيش… ومضاجعة عاهرة قبل الفجر… وابتلاع المعجون… وتدخين الحشيش والكيف… فقط ليلا…
هكذا نحن… مساكين يا نحن…
الدين… الدين…

هو الورقة الرابحة… في انتخابات يتقاسمها الفقهاء والأثرياء والسماسرة ويقرر في مصيرها المعوزون والأميون والعاهرات والقوادات و الشناقون والمجرمون والفتوات و الكرابة… والموتى الغفلى والجوعى والمخبرين والحمقى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى