منيب: شروط الاندماج في فيدرالية اليسار لم تنضج بعد ولم يعد من حقنا الفشل
قالت نبيلىة منيب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، إنه يوجد في حزبها وجهتي نظر بخصوص الاندماج في فيدرالية اليسار الديمقراطي، واحدة تعتبر أنه آنى الأوان للذهاب فورا لهذا الاندماج مع حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة، باعتبار أن هذا الاندماج من شأنه خلق قوة عددية وإمكانيات للتقدم، في حين تضيف منيب ترى وجهة النظر الأخرى، أنه ليس كافيا أن نذهب نحو اندماج عددي، وأن الأمر يحتاج لأسس مؤسسة، ومنها نوعية التنظيم الذي من شأنه أن يجيب على تمايزاتنا بهذا الخصوص.
جاء ذلك، في بث مباشر لبرنامج الإذاعة الوطنية “لقاء مع الصحافة” أمس الأربعاء، حيث أكدت منيب، على الاختلافات الموجودة بين الاشتراكي الموحد وتجربته التنظيمية المبنية على فلسفة التنظيم اللامركزي والعمل بالتيارات، وتجربة الحزبين الأخرين المبنية على فلسفة التنظيم المركزي، عدا ما اعتبرته الحاجة لمواجهة التصحر الفكري، عبر نقاشات فكرية واسعة لم تخض بعد، ثم الحاجة لتقوية الثقة بين الأحزاب الثلاثة، وأن يقع الوعي بالتحديات الكبرى التي تفرض اليوم علينا عالميا، عدا التحولات التي سيدخلها المغرب غدا، مؤكدة أنه في كل هذا، نريد أن نعطي لأنفسنا الوقت، وليس التسرع كما هو لدى رأي في الحزب الاشتراكي الموحد، والذي كان سببا فيما نحن عليه اليوم من تباين، على حد وصفها.
في السياق ذاته، أشارت منيب، أن الاندماج ليس فقط قوة في العدد، بل في قوة الطرح والاجتهاد في الفكر وفي أدوات الاشتغال التي ينبغي بناؤها مع المجتمع المدني ومع الحراكات الاجتماعية التي هي الأساس فيما يجري في بلادنا اليوم.
منيب شددت التأكيد، أننا نعاني أيضا من ضعف منهجية العمل، وفق دفتر تحملات ووفق أهداف تخضع في كل حين للتقييم، صحيح نتوفر على اجتهادات وعلى أطر كفأه داخل التنظيمات الثلاثة، إلا أن هذا لايمنع، تضيف منيب أننا مازلنا نعاني من ضعف منهجية العمل، ومازلنا نهدر الكثير من الزمن والفرص، وعشنا لحظات بسبب خلافات توقفت فيها فيدرالية اليسار الديمقراطي تماما عن العمل، إما من طرف هذا المكون أو ذاك، مستدركة أنه نعم الفيدرالية مهمة ومهمة جدا، لكن الأهم أنها مشروع نتقدم به لعموم المغاربة.
وجوابا عن سؤال يعتبر أن نبيلة منيب هي العائق في وجه هذا المسار الاندماجي، أكدت هذه الأخيرة، أن هذا هو السهل الذي يمكن قوله، داعية أصحاب هذا الرأي أن يأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين، مؤكدة أنها حين تكون منسقة في الستة أشهر على الفيدرالية تقوم بالاشتغال وبقوة، مثلما تفعل الأمر ذاته حين يكون التنسيق عند الحزبين الأخريين، مشيرة أننا في التجربة العملية نحن بصدد تجربة تحالف أحزاب مستقلة بذاتها، و كما يمنحها لنا القانون الحالي ذلك، وأن البعض من المكونين، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتركي، يرون أنه لا ينبغي أن نبقى في هذا المستوى وأن نصبح تحالف مناضلين، ومن تم صرنا ندخل اجتماعات الهيئات التقريرية ونبدأ في حساب الأعداد للحسم، عوض منهجية التوافقات كأحزاب مستقلة بذاتها، مشددة التأكيد أنها تدافع عن استقلالية الحزب الاشتراكي الموحد، وهو المكتوب في أرضية الفيدرالية التي تتحدث على أن يقوي كل حزب ذاته، ومن تم ليس المطلوب أن يكون هذا فاشل والأخر فاشل وكل ما سنفعله هو أننا سنجمع الفاشلين.
في السياق ذاته، نفت منيب ما يقال بأن المؤتمر أقر بضرورة أن يحدث الاندماج خلال ولايتها المحددة في ثلاثة سنوات، مؤكدة أن المؤتمر تحدث عن أفق منظور طبعا غير مفتوح إلى ما لانهاية له في الزمن، غير أنه مربوط بتحقيق شروط حتى لا نبقى سجيني الفرص الضائعة، والتي حددتها في خمسة شروط لا أقل ولا أكثر وفق تعبيرها، أولها ليس من حقنا أن نفشل في هذا المسار، وذلك عبر تقييم لتجاربنا كيسار مغربي، سواء في تجارب الوحدة أو فيما نحققه من نتائج ومنها الانتخابات، وفي مدى تقدمنا في الخروج من التصحر الفكري والنظري الذي نعانيه اليوم، ثم جواب عن أي تنظيم نسعى إليه، ثم أية علاقة ينبغي أن تكون بيننا وبين المجتمع المدني والنقابات، وخصوصا وعلى وجه التحديد مع نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بسبب أن عدد كبير من أعضاء المكتب لسياسي للمؤتمر الاتحادي، هم أعضاء في مكتبه التنفيذي، وهو الأمر الذي ينبغي أن يكون فيه وضوح، وينبغي أن يكون في اتجاه حزب يساري مستقل برؤية متجددة وبفكر واضح، وليس حزب كدش، ولا ايضا كما يدافع البعض عن إحياء المدرسة الاتحادية بأمجادها، معتبرة أنه لا يمكننا أن نحي يسار السبعينات اليوم، في ظل عالم يتغير ومغرب يتغير، صحيح تضيف منيب، يجب أن نبقى متشبثين بالأسس المؤسسة لليسار، لكن في الآن ذاته، يجب تجديد الفكر اليساري.
أما بخصوص الشرط الخامس للأمينة العامة لحزب الشمعة لإنضاج شروط الاندماج، فيتمثل بالنسبة إليها في النقاش القاعدي.
وتابعت منيب الدفاع عن رأيها بخصوص الاندماج، بالقول، إننا اليوم نطرح نقطة نظام بكل شجاعة وبكل مسؤولية ونحملها للجميع، تخص الحاجة الملحة لتقييم أين وصلنا وحصيلتنا، صحيح نحن نحمل مشروعا جد متقدم للمغرب، لكننا نحمل مشروعا اندماجيا متأخرا.
منيب وجوابا عن سؤال يتعلق بما سماه المستجوب بالرجوع للوراء فيما يخص الاندماج، وبحدوث ارتدادات وسط حزبها بسبب سحبها للترشيح برمز الرسالة في الانتخابات، وصدور بينان لأعضاء من المجلس الوطني لحزبها يعارضون فيها تهميشه في اتخاذ القرار، أكدت أن الزلازل والاهتزازات تؤدي للتقدم، وليس الخمول والوقوف في مكاننا، مؤكدة أن اللائحة الموقعة باسم أعضاء من المجلس الوطني تضم أعضاء ليس فيه، أو مطرودين، مستدركة أن هذا ليس مهما، وأن الذين يشتكون اليوم تهميشه، هم من كانوا يؤجلون انعقاده.