PSU:الذين اختاروا التموقع خارج الحزب استساغوا الدخول للتوحيد من بوابة الانشقاق
أعلن الحزب الاشتراكي الموحد، أن الذين اختاروا التموقع خارج الحزب اعتمدوا الانغلاق في قراءة حرفية، أصولية لنصوص المؤتمر، غافلين لمقاصد المؤتمر “لحظة أمل جامعة” وأن المطلوب هو البحث عن كيفية تحويل الأمل إلى عمل منتج.
جاء ذلك، في بيان صادر عن اجتماع مفتوح للمكتب السياسي لحزب الشمعة، حيث أكد أنه وإذ “كنا جميعا مع هدف تحقيق اندماج فصائل اليسار، فإننا نعتقد أن الأمل والنص وتغليب الإرادوية والتسرّع لتحقيق التجميع العددي، بدون أخد الوقت لقراءة تحولات الواقع ومقارنة التجارب والانفتاح، ودون استكمال أسس البناء الفكري والتنظيمي للمشروع الوحدوي وفتح حوار ديمقراطي قاعدي وصياغة الأجوبة “حول ماذا سنتوحد؟” ومع من؟ كيف ستننظّم؟ تنظيم مركزي أم بالتيارات؟”.
وأضاف حزب نبيلة منيب في بيان صادر يوم أمس 19 يوليوز، والذي توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، أن تجربة الحزب الاشتراكي الموحد لا زالت بحاجة للتطوير لنؤسس للمواطنة الحزبية ولا نبقى حزب التنظيمات وليس حزب التيارات، وأن الحاجة باتت ضرورية لتقوية الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل للأحزاب القائمة وقوانينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والجواب عن كيف نطوّر الشكل التنظيمي والعمل الجماهيري والمؤسساتي لخلق التعبئة الضرورية للتقدّم باتجاه التغيير الديمقراطي الشامل.
في السياق ذاته، أكد المصدر نفسه، أن أخر مجلس وطني للحزب قرر أن الشروط الملائمة للاندماج لن تتوفر بشكل معقول إلاّ بعد الانتخابات، وأكد بيان المكتب السياسي الصادر في 17 من يناير 2021، على بعض الأسس المؤسسة لتحقيق هدف بناء الحزب الشعبي الكبير والذي لن يصبح واقعا إلاّ بالارتباط العضوي بالمجتمع وحراكاته، وهذه النقطة بالضبط فيها تمايزات مهمة، بين فصائل فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبالنسبة للاشتراكي الموحد، يضيف البيان نعتبرها نقطة استراتيجية، سابقة عن الاندماج، ضمن القضايا التي لازالت عالقة والتي تفرض معالجتها فهم عمق التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي والحراكات الاجتماعية وتعدد أشكالها كتعبير عن صراع طبقي متجدد نابع من غضب المجتمع أمام اتساع الفوارق والعطالة وغياب التوزيع العادل للثروة، أوضاع متأزمة تقابل بالمقاربة الأمنية ورجوع السلطوية وضرب الحريات، على حد وصف البيان.
البيان ذاته، أكد أن نقطة نظام التي اتخذها الحزب عبر مكتبه السياسي لإيقاف العبث الذي جاءت بسبب تراكمات كثيرة، منها التجاوزات و الخروقات لقانون الفيدرالية و التي حدثت خلال اجتماع الهيئة التقريرية، عندما منحت لنفسها حقا ليس من حقها و تجاوزت الهيئات التقريرية و تجاوزت النقط الثلاث المتفق عليها (الانتخابات و الدستور و الصحراء) لتقرر في مسألة الاندماج و تفرض على الحزب أجندة لم تناقشها هيئاته التقريرية. بالإضافة إلى تجاوزات لقوانين الحزب وخلق حالة الفيتو على فروع بذاتها في محاولة قرصنة وتطاول على سيادة قرارنا الحزبي.
المصدر ذاته، شدد التأكيد، أن الحزب الاشتراكي الموحد بدل مجهودا كبيرا مع حليفييه في الفيدرالية للتقدم نحو بناء مشروع سياسي واضح المعالم دقيق التصورات، منطلق من الوضوح ومن المخاض المجتمعي بكلّ متغيّراته الواقعية، بديلا عن الحماس العاطفي فقط، معبرا عن أسفه لعدم التفاعل الإيجابي مع هذه الرؤية ومعاكستها بممارسات تعمق أزمة الحزب وتمس وجوده وسيادته في اتخاذ قراراته واختزال كل المشروع اليساري الواعد في سؤال موعد الاندماج، مشيرا أن الحزب لم يفقد الأمل في امكانية الاستمرار في البحث عن صيغ لتوحيد الرؤى، ورص الصفوف وعدم السقوط في التناحر المدمر لكل ما هو مشترك وأساسي ومستقبلي .
هذا وكشف بيان حزب نبيلة منيب، أن حليفييه المؤتمر الاتحادي وحزب الطليعة في الفيدرالية أخبروه بأن مجموعة من مناضلي الحزب تواصلوا معهم بغرض الالتحاق بأحزابهم وذلك منذ شهور، معتبرا هذا الوضع غير المقبول والذي يريد توحيد الفيدرالية على حساب تشتيت الموحد، عبر جعل الهيئات المحلية و الجهوية، الغير منتخبة، تحاول السطو على قرار الحزب وإبعاده عن العملية الانتخابية، في محاولة انقلابية يائسة، تم التأسيس لها عبر حملة ممنهجة لتسميم الأجواء ولضرب صورة الأمينة العامة وعبرها خط الحزب الاشتراكي الموحد ومواقفه الشجاعة إلى جانب الشعب، ومع عدم التزام الحليفين بالحياد الواجب، واستمرارهم في التعامل مع لجان غير شرعية، فإن المكتب السياسي، ورغم صعوبة الوضع، عمل على إيقاف العبث السياسي والتنظيمي والأخلاقي بوضع “نقطة نظام”.
في السياق ذاته، أكد البيان، أنه وفي ارتباط وثيق مع وضعية الفيدرالية ،عاش الوضع الداخلي للحزب عدة توترات وانزلاقات وتجاوزات نتيجة ممارسة الضغط المتواصل على مؤسساته، والحرب الاعلامية التضليلية الممنهجة التي عانى منها ؛ والضغط بخلق تيار لتشتيت الحزب عشية الانتخابات، وشحذ سيوف الاقصاء في حق المناضلات والمناضلين،والتحضير للانشقاق بالاتصال مع مكونات الفيدرالية خارج القنوات الشرعية ؛ مما أضعف الثقة المطلوبة وأدى إلى وضع مؤلم ومؤسف، معلنا أنه وتشبثا من الحزب بخيار الفيدرالية ، و رغبة في انقاد مشروعها المشترك، اضطررنا إلى اقتراح سحب التصريح المشترك للدخول إلى كافة الانتخابات، وتعويضه بتصريحين على مرحلتين :تصريح خاص بالدخول برمز “الرسالة” إلى الانتخابات المهنية؛ وفي المرحلة الثانية نقدم معا تصريحا خاصا بالانتخابات الجماعية والتشريعية دائما برمز “الرسالة” وذلك لإتاحة الفرصة لحل مشاكل حزبنا الداخلية بين المرحلتين ، وهو المقترح الذي رفض بشكل قاطع. فتم سحب توقيع الحزب على التصريح السابق، وتعويضه بتصريح جزئي خاص بانتخابات الغرف المهنية وحدها برمز “الشمعة” ولم تنسحب من تحالف أحزاب الفيدرالية، وعوض تفهم أوضاع الحزب والتعامل معها بالحكمة اختار بعض الرفاق المغادرة الطوعية من حزبهم ليلتحقوا بسفينة أخرى واستساغوا- للأسف- الدخول الى التوحيد من بوابة الانشقاق؟؟؟ !!! في نفس الوقت اختار الحزبان الحليفان إصدار بلاغ متسرع يعلنان فيه انفرادهما بالتقرير في مصير “فيدرالية اليسار الديمقراطي” وخلق تحالف ثنائي باسم “فدرالية اليسار” والاحتفاظ بالرمز، والترحيب بالتحاق جزء من الحزب بهما مما شجع الانشقاق الذي كانت عوامله وعلاماته تتراكم منذ مدة غير قريبة، والتي تستمر فصوله بمحاولة يائسة لتهريب شبيبة الحزب ( حشدت ) باختيار مجموعة معزولة فك ارتباطهم الشخصي مع الحزب.
المصدر نفسه، أكد أنه ومع كل هذا فإن الحزب الاشتراكي الموحد يحترم اختيارات كل واحد في الانتماء إلى أي طرف يريد ويعتبره حقا خاصا، ويدرك الفرق الكبير بين توقيع عريضة أو التعبير عن رأي وبين الانشقاق، فحق النقد مكفول ومطلوب ولكن داخل المؤسسات وليس في الإعلام المخدوم، معلنا بوضوح أنه يرفض الدخول في الصراع المفروض عليه، و مؤكدا أنه انطلاقا من قيمه الثابتة لن ينجر إلى التنكر للماضي المشترك، ولن يدمر الحاضر، ولن يسب المستقبل أبدا.
بيان المكتب السياسي اوضح أنه وهو يستعرض كل ما سبق وتفاصيله وخباياه، فإنه يعتز أيما اعتزاز بالنضج العالي الذي عبرت عنه الغالبية الساحقة لمؤسسات الحزب وفروعه ومناضلاته ومناضليه الصامدين من كل مشارب الحزب ومكوناته وأجياله، وتصميمهم على مواجهة سياسة الأرض المحروقة وينوه عاليا بالعمل الدؤوب على تحصين الحزب ومؤسساته وقطاعاته؛ وحماية قراراته المستقلة ويثمن الخلاصات التي بلورها لقاؤه مع كتاب الفروع والأقاليم والجهات، تلك الخلاصات التي أكدت سلامة الجسم الحزبي وتماسكه وتجاوبه مع خطوات مكتبه السياسي. واستعداده التام للدخول إلى معركة الانتخابات المقبلة برمز “الشمعة”.
وفي الأخير، أبرز البيان ذاته، أنه و إذا كان قراره بالمشاركة في الانتخابات القادمة برمز الحزب “الشمعة” قرارا اضطراريا لتحصين الحزب وقراراته فإن عزيمة الرفيقات والرفاق من كل المواقع قادرة على رفع التحدي وربح رهاناته بالعمل الدؤوب والتوجه توا إلى إنجاز المهام العملية عوض الانجرار إلى حلبة الصراع العقيم وردود الافعال، معلنا أنه سيبقى إيمانه الجماعي راسخا بضرورة تحقيق وحدة اليسار المناضل المبنية بوضوح على الأسس الفكرية والتنظيمية المتينة و النقذ البناء و التجارب المقارنة و الإلتزام النضالي و الأخلاقي وتقوية الثقة بين المكونات والتلاحم الحقيقي مع قضايا الشعب وإشراك النفس الشبابي الحي والمتجدد، والمؤمن بالمساواة الفعلية وبضرورة تأنيث وتشبيب الهياكل وإشراكها في صنع القرار كضرورة لبلورة هذا المشروع الذي كان ومايزال حلم كافة أجيال اليسار ومشاربه المختلفة من أجل النهوض بالوطن والانتصار لقيم الحداثة و التنوير والمساواة الفعلية و بناء الديمقراطية الكاملة و مجتمع المواطنة.