تقرير إخباري..فرنسا: الساعات الأخيرة من حملة خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة من الانتخابات الرئاسية
مرشّح «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون الذي يأتي في المرتبة الثالثة بحصوله على حوالى 16% من نوايا الأصوات يأمل في بلبلة اللعبة منادياً بضرورة اعتماد «التصويت المفيد» الذي سيسمح لليسار بالوصول إلى الدورة الثانية
أ ف ب: قبل يوم من الانتخابات الرئاسية الفرنسية اغتنم المرشحون، أمس، الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف التحركات على الأرض والتجمعات والإطلالات الإعلامية؛ سعياً لتحفيز الناخبين على أمل إقناع المترددين والمقاطعين المحتملين.
وبعد سلسلة أخيرة من التجمعات، مساء أول من أمس، تنتهي الحملة عند منتصف ليل أمس (22:00 ت.غ) بتوقيت باريس.
وسيحظر بعد ذلك على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات قبل صدور النتائج ، غداً، عند الساعة 18:00 ت.غ.
وكانت وزعت، حتى بعد ظهر أول من أمس، 69% من الظروف الانتخابية الـ47,9 مليون التي تحتوي على برامج المرشحين الـ12 على الناخبين، بحسب وزارة الداخلية.
أما في مقاطعات ومناطق ما وراء البحار، أي غوادلوب وغويانا ومارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان، وسان بيار وميكلون وبولينيزيا الفرنسية، حيث تنظم الانتخابات اليوم، فانتهت الحملة في منتصف ليل أول من أمس.
وكانت حملة الدورة الأولى من الانتخابات خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ شلّتها أزمة وباء كوفيد-19، وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا.
وبتسببه بارتفاع حاد في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، أبرز الغزو الروسي لأوكرانيا الحاجة الملحة لمعالجة الموضوع الذي يتصدر هواجس الفرنسيين، وهو القدرة الشرائية.
وفي هذا السياق، تشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل للعام 2017، حين انتقل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
لكن هل سيناريو كهذا مؤكد هذه المرة؟ ففي حال تكرار المواجهة الأخيرة بين ماكرون ولوبان، قد تتفكك «الجبهة الجمهورية» التي قطعت الطريق أمام مرشحة التجمع الوطني، في ظل تيار «مضاد للماكرونية» نشأ في صفوف الرأي العام خلال الولاية الرئاسية من خمس سنوات.
وحققت لوبان التي عملت على إظهار نفسها في موقع أكثر اعتدالاً ولو أن برنامجها يبقى «راديكالياً» في موضوعَي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدماً بمقدار نقطتين خلال أسبوع لتصل إلى 22% من نوايا الأصوات.
أما ماكرون الذي اقتصرت حملته على الحدّ الأدنى، فيسجل انحساراً بالمقدار ذاته إلى 26% من نوايا الأصوات، بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهدا «أوبينيون واي» و»كيا بارتنرز» ونشرت نتائجه، أول من أمس.
ويتقلص الفارق أكثر في الدورة الثانية، إذ أشارت خمسة استطلاعات، أمس، إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته بفارق ضئيل بحصوله على ما بين 51 و54% من الأصوات.
وأوضح ماكرون في صحيفة «لو باريزيان»، أمس، أن «المبادئ الجوهرية» لمرشحة التجمع الوطني «لم تتغير: إنه برنامج عنصري يهدف إلى إحداث شرخ داخل المجتمع وهو كثير التشدد»، مضيفاً: «مارين لوبان لديها برنامج اجتماعي كاذب لأنها لا تموّله».
أما مرشّح «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون الذي يأتي في المرتبة الثالثة بحصوله على حوالى 16% من نوايا الأصوات، فيأمل في بلبلة اللعبة، منادياً بضرورة اعتماد «التصويت المفيد» الذي سيسمح لليسار بالوصول إلى الدورة الثانية.
وسيكون مستوى المقاطعة أحد المفاتيح لتفسير نتائج الانتخابات، في وقت يتوقع أن يبلغ أو حتى يتخطى النسبة القياسية المسجلة عام 2002 وقدرها 28,4% (22,2% عام 2017).
وقالت كريستين مازو وهي موظّفة متقاعدة تبلغ 75 عاماً بسوق في باريس: «لا أحد من محيطي سيصوّت».
سعياً للحفاظ على حضور إعلامي حتى اللحظة الأخيرة، أعطى ماكرون مقابلة لإذاعة «إر تي إل»، باكراً صباح أمس، ويتوقع أن يجري مقابلة ثانية في الساعة 19:00 للوسيلة الإعلامية الإلكترونية «بروت» التي يتابعها جمهور من الشباب.
كذلك، حضرت مارين لوبان من بيربينيان في برنامج صباحي على إذاعة فرانس إنفو، قبل أن تزور في المدينة نصب الفرنسيين المفقودين في الجزائر.
وفي معسكر اليمين، تتوجه فاليري بيكريس (الجمهوريون) التي تتنافس مع مرشح اليمين المتطرف إريك زمور بحصولهما على حوالى 9% من الأصوات، إلى مدينة كيران في جنوب فرنسا حيث تلتقي أصحاب كروم، فيما يقوم نيكولا دوبون إينيان («انهضي فرنسا» 2%) بتحرك عند مركز لدفع رسوم المرور في سان أرنو بضاحية باريس ويزور قرب باريس نصب مون فاليريان الذي يكرم المقاومين والمقاتلين الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، يزور المرشح البيئي يانيك جادو (5%) مدينة ليون بوسط شرقي فرنسا، فيما يختتم الشيوعي فابيان روسيل (5%) حملته في باريس.
وأخيراً يعقد مرشح «الحزب الجديد المعادي للرأسمالية» فيليب بوتو ومرشحة «الكفاح العمالي» ناتالي أرتو (1% لكل منهما) آخر تجمعين انتخابيين لهما في غرونوبل (وسط شرق) وروان (شمال) على التوالي.