جرت الثقافة الإدارية وفي كل العالم، أن مهنة القلم والثقافة من التعليم الى الصحة والعدالة، بل وفي كل المرافق الإدارية، باعتبار أن هذه المهن، تتعامل يوميا مع المرتفقين، لذلك فالهندام النظيف ليس للتباهي امام المرتفق بل لفرض طابع الوقار والاحترام، ولن يتم ذلك الا بتكامل الهندام بالسلوك الحضري، الذي يجب ان يتحلى به الموظف، والذي يقوم على مبدا ان الموظف في خدمة المواطن، والوعي كل الوعي، ان اجر الموظف يتقاضاه من ضرائب المواطن.
مناسبة هذا الكلام، سيجرنا للحديث عن مهنة المحاماة كمهنة حرة، وسنأجل الحديث في مقال اخر عن علاقة الموظف المأجور والمواطن، الذي يؤدي الضريبة باعتبارها مصدر رزق الموظف.
صدر عن الطاهر موافق، نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، منشورا لإخوته في المهنة، مشددا على الهندام بلغة صارمة، للالتزام بالهندام الذي يضفي عليهم الحكمة والوقار حسب تعبيره.
وجاء في المنشور، الممنوع من الألبسة على المحامين، منها “دجينز مقطع وسبرديلة (كدا)وزيف حياتي (كدا) “فأكد السيد النقيب في المنشور عند قيامه بجولة في محاكم الدار البيضاء لاحظ، ان “فئة قليلة منهم(المحامون) لا تعير للهندام أهميته حيث يلبس كل منهم على هواه”.
كما أكد النقيب، ان مهنة المحاماة مهنة نبيلة لا تقاس بممارستها للعدالة فقط، بل تقاس بمدى الاحترام والوقار، ومن جهة أخرى، يتحسر، عندما يشاهد بعض زملائه بهندام وتسريحة شعر لا تطفي الوقار.
ملاحظات على هامش المنشور الوارد عن النقيب:
لا يسعنا الا ان نتمن المنشور النصيحة، ان صح التعبير، لكن ما كان ينتظره المحامون الشرفاء النزهاء وعموم المهتمين بالعدالة من السيد النقيب، ان يقدم لهم احصائيات ونوع المشاكل المطروحة، بين المحامين والمرتفقين، مع تحديد طبيعتها والتدابير الواجب اتخاذها للتجاوز، باعتبار ان السلوك السوي للمحامي في علاقة مع الهندام السوي، لا ينفصلان في أخلاقية المهنة.