السينما و فيلم أعجبني..عالم الماء” فيلم يجسد قوانين التوحش والافتراس السائدة في العالم الغربي +فيديو وصور
هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.
حلقة اليوم : عالم الماء” فيلم يجسد قوانين التوحش والافتراس السائدة في العالم الغربي
يبدأ فيلم “عالم الماء” Waterworld من زمن المستقبل، حيث ذابت القمم الجليدية القطبية وغمرت المياه كل اليابسة. هنا العالم بأسره تحول إلى جسم مائي كبير وكل إنسان فيه جزيرة قائمة بذاتها.
بطل الفيلم تريماران (الذي لعب دوره بشكل فاتن الممثل الكبير كيفن كوستنر)، يعيش عزلته الشديدة وسط مركبة بدائية لكنها مزودة بكل ما يحتاجه وسط هذا الامتداد الأزرق.
يظهر هذا “الرجل بلا اسم”، يشار إليه فقط باسم “الملاح”، تميل الكاميرا ذات الزاوية المنخفضة إلى أعلى ساقيه ثم ترتفع إلى مؤخرته لتبرز نوعية جنسه، يتبول ويجمع بوله في جرة، يعمل على فلترته ثم يشرب بعطش السائل الذي يخرج من الطرف الآخر.
إنه أحد الناجين من غمر المياه كوكب الأرض، يتعرض لهجوم من طرف جماعة خطيرة مستعدة لسرقة كل شيء، حتى الجثث، إنه عالم مليء بالوحوش واللصوص الذين لا يرحمون. يصل الملاح إلى مجتمع من الجزر المرجانية العائمة، حيث يقايض سلعه ويصادف امرأة وابنتها، ستتعرض الجزر المرجانية لهجوم عنيف من طرف أسطول بحري من القراصنة المدخنين الذين يحركهم البترول ويتوقون للسجائر بقيادة الشماس (دينيس هوبر)، الكل يبحث بشره عن اليابسة، ويكتشفون أن ابنة صاحبة الحانة هي دليلهم بحكم سر الخريطة المرسومة على ظهرها.
يجسد الملاح Mariner طفرة برمائية منحته خياشيم تسمح له بالتنفس تحت الماء، يبدو مثل سمكة خارج الماء، كأن المخرج يحيل على أنه غير قادر على الاندماج بشكل صحيح في بقايا الإنسان الجشع ومجتمع شاذ في الغرب المتوحش حيث يحاصر الجشع القاتل والفردية الحيوانية حضارة رثة من جميع الجوانب.
https://youtu.be/wTuH7IbMcj8?list=PLSpCZHrt-bwzyhLHPGmwgi3lpl4RcMtiD
ما يضفي الطابع الإنساني على مارينر هو شريكته هيلين (جين تريبلهورن) التي بدت غير مرغوب فيها في البداية وصغيرتها إينولا (تينا ماجورينو). التي تحمل خريطة غامضة لإظهار الطريق نحو اليابسة “DryLand” الأسطورية، لذلك يريد الجميع لحمها.
يعتبر “عالم الماء” فيلما استثنائيا، حيث خلق نظاما بيئيًا مائيًا مبتكرا يمكن فيه طرح جميع أنواع الأفكار الأكثر إلحاحا حول الاحتباس الحراري واستنفاد البيئة. إنه مغامرة حركة بحرية مذهلة حيث تلتقي قوى الحضارة والوحشية في أفق لا نهاية له.
اكتسبت العناصر الصغيرة والتافهة من البول إلى وشم على جسد طفلة، الأوساخ “النقية” والمياه العذبة والنباتات المحفوظة في أصيص والورق… قيمة كبيرة، والحلم بحياة أفضل يلخصه وشم على جلدها، أصبح في لحظة أغلى سلعة في عالم أصبح فيه اليأس النهائي هو القاعدة، وحيث الأرض الصلبة أو اليابسة هي اليوتوبيا المطلقة إلدورادو.
موعدنا في القادم مع “فيلم أعجبني… رائحة امرأة: فيلم الدهشة والمفاجآت السعيدة الحزينة لحضرة الكولونيل آل باتشينو