الرئسيةرأي/ كرونيكميديا وإعلام

أجراس القناة الثانية، لازالت تدق!!..من أزمة التدبير إلى غواية ” التبذير “

°بتوقيع : عبدالعاطي الزوين

يبدو أن قطار الحياة بالقناة الثانية لاتريد قيادته العليا النافذة أن تضعه على سكته المستقيمة …فحتى قبل أن تضع أوزارها نيران فتنة الخلافة بداخل مديرية الأخبار الكثيفة السكان، انطلقت شرارات النقد وإعلان الغضب على ما ترتكبه نائبة المدير العام المكلفة بقطب المديرية المالية من خروقات ذات طبيعة قانونية تختلط فيها المصالح الخاصة بالمالية العامة للقناة الثانية…

والمناسبة إصرار هاته السيدة المسؤولة المالية على تنظيم ما أسمته بإحياء الذكرى العاشرة لتأسيس لجنة التكافئ والتنوع التي عرفت ميلادها قبل 10 سنوات بمبادرة فوقية من طرف مديرة الأخبار السابقة، وسفيرة المغرب اليوم بالجمهورية الفرنسية الخامسة السيدة سميرة سيطايل…

الأخبار الواردة من الطابق الرابع بأكبر قنوات الإعلام الرسمي المغربي وأكثرها متابعة تحكي أن اليوم الثلاثاء 4 يونيو على الساعة الحادية عشرة صباحا سيجري استقبال ضيوف هذه اللجنة استقبالا باذخا وبإشراف تعبوي ” فوقي ” يشرف عليه مسؤولون تابعون للسيدة نائبة المدير العام، و ” سيخصصون ” وقتا ثمينا من وقتهم المهني لإنجاح هذه الذكرى للجنة ذات طابع مدني مستقل و” خاص ” لاتربطها أية رابطة قانونية إلزامية بالقناة الثانية…بل وتفيد نفس مصادر هاته الأخبار أن ما يروج عن رقم الكلفة الإجمالية لإحياء هذا اليوم قد بلغ سقف ال 200.000 درهم كلها من مالية الدوزيم !!!

الغالبية الغاضبة مما يتم التهييئ له وماسيتم اقترافه لا تخفي تعجبها من هذا ” التواطئ” على القناة التي تعتبر شركة وطنية لها صفتها الوظيفية المحددة في نطاق قطاع الإعلام والصحافة السمعية البصرية.

و يؤكد زملاء وازنون ومن قدماء المؤسسة أن هذا النوع من التطاول وإطلاق ليس جديدا على هذه الإدارة وفريقها المقرب وخصوصا سيدة “التكافئ والتنوع ” الحالية، فالأمر أكبر وأكبر فهذه ” اللجنة ” تحولت إلى أداة استقطاب وتمترسات جعلت أقربائها وأعضائها أفرادا محظوظين ومستفيدين من مشاريع العمل التي تدور في فلك الإدارة وقراراتها المغلقة، بل لقد شكلت هذه البنية ” الدعائية ” حسب وصف بعض من ضحاياها سلطة تبذير لانظير له فحجم السفريات الدولية والقارية حولها إلى مايتماهى ووضعية الوكالات السفرية إلى كل جهات العالم… ”

 

ويكفي أن تعودوا إلى الأرقام المالية الضخمة التي تتطلبها رحلات مجموعات المقربين وحتى البعض من غير المنضوين لهم من خرجات وبتكاليف تنقل ثقيلة ومكلفة لميزانيات دوزيم التي أصبحت تتوزع على خسارات كبرى من هذا النوع، وعلى حجم الأداءات بالملايين المدرهمة والملايير المسنتمة لأصحاب دور الإنتاج الخارجي التي فاق حجمهم وحجم أرباحهم قدرات القناة على تحملها، هذا في الوقت الذي تعود فيه مستخدمو القناة المرسمين القدماء وغيرالمرسمين بعقود على أن يتأقلموا مع محنة الشهر وأجره …فمنذ أكثر من ستة عشرة سنة صار آخر الشهر وجعا يشبه وجع آلام الولادة بدون إسعاف، بل وصار هذا الوضع يقض مضجع أطر التدبير النزهاء وجل المستخدمين وممثليهم النقابيين ليتحول ( منذ أن رحل المدير السابق ومجئ مرحلة لعرايشي وتعيينه للمدير العام سليم الشيخ ) إلى مطلب يقضي بإعطاء الأسبقية في التخطيط الأدائي قبل أي” التزامات ” غير حيوية أخرى للأجور للعاملين…

لكن الحال هو الحال ، لدرجة أنه بعد غد الرابع من يونيو الجاري ، سينعقد المجلس الإداري للقناة الثانية
وسيكون على رأس جدوله قضية الأزمة المالية بالقناة وعدم قدرتها على الصمود في ظل لخبطات التخطيط العرائشي السليمي ( بوصف أحد النقابيين الغاضبين ) وفي ظل فوضى التبذير الذي تتمثل كل علامات التصرف الموسوم حقوقيا بالفساد الإداري وانتهاك حرمة المال العام….

ومن مفارقات الوقت الإعلامي العمومي أن كل هذا يقع في القناة ، كما صرح أحد الزملاء في مديرية الأخبار، وهم كانوا، يوم السبت فاتح يونيو، يتابعون على صعيد متابعة أشغال المجلس الوزاري ماصدر عن بيانه الإخباري الرسمي،وخصوصا فيما تعلق بالقضية الرئيسية في جدول أعماله أي المصادقة علىالتوجهات الإستراتيجية للسياسة المساهماتية للدولة حيث تلت وزيرة الشأن المالي الحكومي أمام الملك، أن جوهر هذه المصادقة تعني الأخذ بسياسة إصلاحية لكل قطاع المؤسسات والمقاولات العمومية ( بتوجيه من الملك ) بهذف ” إعادة تشكيل المحفظة العمومية وتحسين تدبيرها فضلا عن تنفيذ الإصلاحات في بعض القطاعات الرئيسية للإقتصاد الوطني وذلك لضمان خدمة عمومية سهلة المنال وعالية الجودة وتسريع ورش إعداد السياسة المساهماتية للدولة ..”

لكن صاحبنا ، وهو يعلق بسخرية لاذعة، لم يفته التذكير بالسؤال الحارق الذي يؤرقه متسائلا : هل سيستحضر المجلس الإداري للقناة الثانية برئاسته التي لا تسمع إلا لنفسها وللمصالح الصغرى لبعض زبناءها مضامين بل وتنبيهات ماخرج به المجلس الوزاري الأخير من توقف وإعادة “عقارب ” الساعة إلى جحورها لنعود إلى سؤال إنقاد القناة الثانية ونزع أظافر ومخالب من مفاصلها وإجراء المحاسبات التي تلزم عن ذلك…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى