الرئسيةحول العالمدابا tv

إنهم منهزمون. لهذا فهم يتصرفون بهذه الطريقة..غسان أبو ستة يردّ على محاولة الإسكات: “الغدُ يملكه أطفالنا” +فيديو

غسان ابو ستة في وسط الصورة في ندوة صحفية بغزة

“إنهم منهزمون. لهذا فهم يتصرفون بهذه الطريقة. والعالم يتغير. لقد دفعنا ثمناً باهظاً للغاية لتغيير هذا العالم. لكننا نرى بوضوح هذا الجبل الجليدي الإباديّ، قمته الظاهرة إسرائيل، وجسمه الباقي هو محور الإبادة العالمي الذي تشكّل ألمانيا جزءاً منه. نرى هذا الجبل يهتزّ. نراه يتشقّق، ونراه ينهار”

في برلين، كانت الشرطة قد رصدت 2500 عنصراً للمؤتمر الذي حضره نحو 700 شخص، مُنع قسم كبير منهم أصلاً من الدخول! أثناء كلمة المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة عبر تطبيق “زووم”، قامت الشرطة بقطع البث عبر إزالة الكابلات والميكروفونات وقطع الكهرباء. كما اعتُقل عدد من الناشطين ومُنع الاقتصادي اليوناني يانيس فاروفاكيس بدوره من المشاركة في المؤتمر عبر اتصال أو فيديو، فأعاد نشر كلمته التي كانت مقررة للمؤتمر على يوتيوب.

أمّا الدكتور غسان أبو ستة، ففور عودته إلى العاصمة البريطانية، توجه إلى السفارة الألمانية في لندن، ترافقه مجموعة من الناشطين، للاحتجاج على هذا المنع والترهيب، ملقياً كلمة قصيرة نضع هنا نصها المعرَّب، وفيها عصارة ما يجري بكل وضوح وقوّة وثبات، فيما علت أصوات من الحضور ممن جاؤوا دعماً له بالنداء “العار! العار على الحكومة الألمانية”، و”سنكرم جميع شهدائنا! هكذا علّمتنا أمهاتنا!”

“إذاً، رأينا اليوم كيف يتصرّف المتواطئون في جريمة. المتواطئون في جريمة دائماً ما يحاولون إخفاء الأدلّة وإسكات الشّهود. وكأنما كانوا يودون الاعتراف بالتهم التي وجهتها لهم نيكاراغوا أمام محكمة العدل الدولية، والقول أنهم بالفعل متواطئون في جريمة الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني. لقد قررت الدولة الألمانية التصرف كمتواطئة، محاوِلة إخراس أصوات الشهود على الجرائم. ليسوا يختلفون في هذا عن أيّة عصابة نموذجية: أحدهم يقوم بالقتل، أحدهم يدفن الجثة، وأحدهم يتخلّص من الأدلّة.

 

لكنهم لم يأخذوا في الاعتبار هذه المرة أن العالم قد تغيّر، وأن الردّ العالمي على جريمة طمس الأصوات الفلسطينية ارتدّ عليهم. ما كان مجرّد مؤتمر محلّي محدود حول فلسطين أصبح مركز اهتمام العالَم. لن ينجحوا في إسكاتنا. لن يُسكتونا أبداً. ما يحاولون فعله هو أن يدفعونا – مَن كان منا حاضراً في غزة وفي مستشفياتها – لتكذيب ما رأيناه بأم العين. تريد منا ألمانيا وحلفاؤها أن نكذّب عيوننا. أن ننسى أجساد الأطفال التي شظّتها الأسلحة التي زوّدوا هُم إسرائيل بها.

الشرطة اقتحمت مؤتمرًا في برلين.. فعاليات دعم غزة تغضب سلطات ألمانيا

ولهذا السبب، سنذكر أسماءهم دائماً. أسماء هؤلاء الأطفال الذين قُتلوا، والأطفال الذين شُوّهوا.. لن يستطيعوا منعي من تذكير العالَم بأنَس، مريضي الصغير الذي أُحرق 60 بالمئة من جسمه ثمّ توفّي بعد ثلاث عمليات جراحية… بدارين التي اضررنا لبتر قدمها.. برمضان الذي أجرينا عملية ليده المسحوقة، وبالآلاف، الآلاف والآلاف غيرهم من الأطفال الذين قُتلوا وجُرحوا بالأسلحة التي أرسلتها هذه الدول إلى آلة الإبادة العسكرية الإسرائيلية…

إنهم منهزمون. لهذا فهم يتصرفون بهذه الطريقة. والعالم يتغير. لقد دفعنا ثمناً باهظاً للغاية لتغيير هذا العالم. لكننا نرى بوضوح هذا الجبل الجليدي الإباديّ، قمته الظاهرة إسرائيل، وجسمه الباقي هو محور الإبادة العالمي الذي تشكّل ألمانيا جزءاً منه. نرى هذا الجبل يهتزّ. نراه يتشقّق، ونراه ينهار.

شعبنا يملك الغد. أطفالنا يملكون الغد. وما يجري علينا اليوم سيغير وجه هذه الأرض. شكراً لكم”.
المصدر: السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى