الرئسيةمجتمع

تعثرات مشروع التغطية الصحية الشاملة: أزمة في قطاع التعليم الطبي والحكومة متهمة بالتقصير

في ضوء التصريحات الأخيرة للحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، تتعرض حكومة أخنوش لانتقادات لاذعة بسبب ما يعتبره البعض إخفاقاً في إدارة ملف التغطية الصحية الشاملة.

أشار اليماني بشكل خاص إلى دور وزير التعليم العالي، عبد اللطيف الميراوي، في هذا الإخفاق، متهماً إياه بأنه يعمل لحساب من يسعى لإفشال هذا المشروع الوطني الحيوي.

وأشار اليماني أن الحكومة بررت تقليص أو حذف دعم غاز البوتان بأنه خطوة تهدف إلى توجيه هذه الموارد لدعم الاشتراكات في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وكان الهدف المعلن هو توفير التغطية الصحية للمغاربة غير القادرين على تحمل تكاليف الاشتراكات، إلا أن هذا التبرير قوبل بتشكيك واسع من قِبَل العديد من المراقبين والنقابيين.

وأوضح اليماني في تصريحه أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة لا يقتصر فقط على توفير التأمين الصحي، بل يتطلب أيضاً تحسين البنية التحتية الصحية من مستشفيات وأطباء وممرضين وكوادر طبية، وتأتي هذه التصريحات في ضوء التحديات الكبيرة التي كشفت عنها جائحة كورونا، والتي أظهرت الحاجة الملحة لتعزيز القطاع الصحي.

في نفس السياق لفت اليماني الانتباه إلى فشل وزير التعليم العالي، عبد اللطيف الميراوي، في إقناع طلبة الطب والصيدلة بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد إضرابهم المستمر منذ بداية العام الدراسي. هذا الفشل، حسب اليماني، يشكل أحد مظاهر العجز الحكومي عن تحقيق مشروع التغطية الصحية الشاملة، ويعكس كذب وبهتان الحكومة في تبريرها لحذف دعم غاز البوتان.

كما أشار اليماني إلى أن إخفاقات الوزيرين الميراوي ووزير الصحة في إنهاء مقاطعة طلبة الطب تطرح تساؤلات جدية حول التزام الحكومة بتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وأكد أن هذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً من جميع الجهات المعنية لإنقاذ الموسم الدراسي الطبي، وتعزيز الجهود نحو تحسين مستوى الأطباء والمستشفيات، ودعم مشروع التغطية الصحية.

ووجه اليماني اتهامات للحكومة بالتواطؤ مع لوبيات القطاع الصحي الخاص، مشيراً إلى أن هناك توجهات لدفع القطاع العام نحو الإفلاس لصالح القطاع الخاص. وأكد أن هذا التوجه يتمثل في تشجيع الدراسة في الجامعات الخاصة والترويج للعلاج في المؤسسات الصحية الخاصة.

لم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، فقد أشار اليماني أيضاً إلى الاحتجاجات المستمرة لنساء ورجال الصحة، والتي لم تلقَ تفاعلاً جاداً من الحكومة. واعتبر أن هذا التجاهل يعكس عدم اهتمام الحكومة بصحة وتعليم المغاربة، بل يركز فقط على تحقيق مصالح اقتصادية ضيقة.

اختتم اليماني تصريحاته بتحذير الحكومة من عواقب الاستمرار في تجاهل مشاكل المواطنين. وأكد أن عدم الاكتراث بمطالب الشعب سيؤدي حتماً إلى تصاعد الغضب والاستياء، مما يهدد السلم الاجتماعي والاستقرار في البلاد.

تواجه حكومة أخنوش تحديات كبيرة في تحقيق مشروع التغطية الصحية الشاملة في ظل الأزمات المتعددة في قطاع التعليم الطبي والصحي. ويشير النقابيون والمراقبون إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وجدية لإنقاذ هذا المشروع الحيوي، وتعزيز الثقة في المؤسسات الحكومية، بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية الصحية لجميع المغاربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى