اقتصادالرئسيةحول العالم

بعد مقاطعة منتوجاتها بسبب العدوان على غزة تأثير عدوى بكتيريا “إي كولاي” على ماكدونالدز تعمق أزماتها

شهدت شركة ماكدونالدز، عملاق الوجبات السريعة، انخفاضًا حادًا في قيمتها السوقية بقيمة 16 مليار دولار، وذلك في أعقاب تقارير عن تفشي عدوى بكتيريا “إي كولاي” المرتبطة بشطائر “كوارتر باوندر” الشهيرة.

هذا الحدث أثار قلق المستثمرين والعملاء على حد سواء، ليعيد إلى الأذهان المخاطر التي تواجهها الشركات الكبرى في صناعة الأغذية بسبب قضايا الصحة العامة.

و يعود السبب وراء هذه الأزمة إلى انتشار عدوى “إي كولاي” الخطيرة، والتي تعتبر من أنواع البكتيريا المعوية التي قد تسبب حالات تسمم غذائي حادة تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل الإسهال الشديد والفشل الكلوي في بعض الحالات، وقد ظهرت حالات الإصابة بين مستهلكين أفادوا بتناولهم شطائر “كوارتر باوندر” في فروع مختلفة، مما أثار قلقًا عامًا ودفع السلطات الصحية للتحقيق الفوري في الأمر.

و فور انتشار الأخبار، هوت أسهم ماكدونالدز في البورصة بشكل ملحوظ، حيث فقدت نحو 16 مليار دولار حتى اليوم من قيمتها السوقية في فترة قصيرة، وذلك نتيجة الذعر الذي أصاب المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، و يعكس هذا الانخفاض في القيمة السوقية القلق العام بشأن سلامة الأغذية التي تقدمها ماكدونالدز، إذ أن مثل هذه الحوادث تترك أثرًا عميقًا وطويل الأمد على الشركات التي تعتمد على السمعة والجودة لجذب الزبائن.

أدى هذا الحادث إلى تراجع ثقة المستهلكين في ماكدونالدز، حيث انتشرت دعوات للمقاطعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلت وسائل الإعلام تحذيرات حول استهلاك منتجات السلسلة.

هذا و أفادت تقارير أولية بتراجع حاد في المبيعات اليومية للشركة بنسبة وصلت إلى 30%، خاصة في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تحتل ماكدونالدز مكانة مرموقة.

وسارعت ماكدونالدز للرد على الأزمة، حيث أصدرت بياناً رسمياً تؤكد فيه التزامها بسلامة الأغذية وجودتها، كما أعلنت عن سحب شطائر “كوارتر باوندر” من قائمة الطعام في بعض المناطق وبدء تحقيقات داخلية بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية، ورغم جهود الشركة للتخفيف من حدة المخاوف، فإن الأزمة قد أثرت على ثقة العملاء واستعدادهم للعودة إلى المطاعم.

في نفس السياق، وعدت الشركة بتنفيذ حملات تثقيفية لتوعية المستهلكين بسلامة منتجاتها وطمأنة الرأي العام بأنها تتخذ جميع الإجراءات لضمان عدم تعرض عملائها لأي مخاطر صحية.

إن الأثر المالي لتفشي بكتيريا “إي كولاي” على ماكدونالدز يبرز أهمية السلامة الغذائية في صناعة الأغذية، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للشركات الكبرى لتطوير استراتيجيات فعالة لاستعادة ثقة المستهلكين، بينما تواصل ماكدونالدز جهودها للتعافي من هذه الأزمة، ستظل العيون على أداء الشركة والجهود التي تبذلها لضمان سلامة عملائها.

جدير بالذكر، أنه و سعيا منها لتعويض خسائرها نتيجة المقاطعة الشعبية الواسعة عالميا، كانت سلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة تدارست لقديم وجبات بـ5 دولارات في مطاعمها الأميركية لجذب عدد أكبر من العملاء.

وكان ذكر تقرير لوكالة بلومبيرغ إن مبيعات الشركة العملاقة شهدت تباطؤا في نمو مبيعاتها العالمية للربع الرابع على التوالي.

يشار إلى أن وتيرة التراجع تسارعت بشدة منذ أكتوبر الماضي، بسبب المقاطعة الشعبية العالمية الواسعة لمنتجات ماكدونالدز بعد اتهامات وجهت إليها بدعم الجيش الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة.

وفي مطلع أبريل الماضي قالت شركتا “ماكدونالدز” و”ألونيال ليمتد” إن ماكدونالدز قررت شراء الامتياز الخاص بها في إسرائيل لمدة 30 عاما من شركة “ألونيال ليمتد” المالكة له، مما يعيد لماكدونالدز ملكية 225 مطعما يعمل بها ما يزيد على 5 آلاف موظف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى