توسيع برنامج “الغيث “الاستمطار أو تلقيح السماء… يثير الجدل في المغرب
أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن المغرب نفذ ما مجموعه 163 عملية تلقيح للسحب مابين 2020 و 2023، أي بمعدل 23 عملية سنويا، ليرتفع العدد خلال سنة 2024 إلى 70 عملية،
وشدد بركة على أن توقيت وكيفية إجراء عمليات الاستمطار تحدد بدقة، مع اجتناب الحالات الجوية القصوى التي يمكن أن تشكل خطورة، وذلك سعيا للتصدي المتواصل لأزمة الجفاف وتعزيز الموارد المائية في إطار برنامج “الغيث”.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنعبو، الخبير المناخي، أن تقنية تلقيح السحب تزيد نسبة التساقطات بما لا يتعدى 4 بالمائة، موردا: “مثلا إذا كنا ننتظر 30 ملم يمكن أن نصل بفضل هذه التقنية إلى 40 أو 50 ملم.
وهذه التقنية، يضيف بنعبو في تصريح له: “بدأها المغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي من خلال برنامج “الغيث” بتنسيق مع وكالة التنمية الأمريكية، وهي تقنية محمودة بيئيا وعلى مستوى توفير المياه دون مخاطر”، مبرزا أنها “لا تنتج فيضانات أو سيولا جارفة”.
وحسب بلاغ لوزارة التجهيز والماء ، فإن برنامج “الغيث” يتوفر على معدات متطورة، تتماشى مع البرامج العالمية الرائدة، مثل أجهزة رصد المعطيات الخاصة بفيزياء السحب، وأجهزة الاستشعار عن بعد، والتنبؤات قصيرة المدى، وشبكة للاتصالات، مشيرا إلى أن عمليات الاستمطار تنفذ سنويا خلال الفترة الممتدة مابين شهر نونبر وأبريل.
و أوضح الوزير بركة مؤخرا، في جواب على سؤال حول الاستمطار الاصطناعي بمجلس المستشارين، أن عمليات الاستمطار الصناعي لاعلاقة لها بالفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض أقاليم الجنوب الشرقي للمغرب.
وأضاف الوزير أنه على عكس ماتم الترويج له في بعض المواقع الإلكترونية، لم يتم القيام بأية عملية لتلقيح السحب في المناطق المتضررة من السيول والفيضانات، مبرزا أن الأمطار الكثيفة التي سجلت في بعض أنحاء المملكة تعود إلى أحوال جوية استثنائية مرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية.
كما أن البرنامج يتوفر على 20 موقعا أرضيا مجهزا بمولدات أرضية لتلقيح السحب وبآليات دقيقة لقياس المعطيات الخاصة بفيزياء السحب موزعة على ثلاثة مراكز، وهي بني ملال، وأزيلال، والحاجب.
ومن المزمع، حسب بلاغ وزارة التجهيز والماء، تطوير وتوسيع برنامج “الغيث” ابتداء من هذه السنة وفقا لاتفاقية متعددة الأطراف بمساهمة وزارات التجهيز والماء، والداخلية، والاقتصاد والمالية، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مع إدارة الدفاع الوطني والدرك الملكي.
ويمثل برنامج « غيث » أحد المشاريع الحيوية التي تعكس التزام المغرب بتحسين إدارة موارده المائية، مع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستدامة في مواجهة التغيرات المناخية المتزايدة