الأفلام الفلسطينية واللبنانية تسيطر على جوائز دورة الأرقام القياسية بمهرجان الجونة السينمائي “التفاصيل”
اختُتمت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنانين حسن يوسف ومصطفى فهمي في بداية فقرات حفل الختام، الذي أُقيم قبل ساعات قليلة، وقدم التحية لهما كل من الفنان سيد رجب والممثلة المصرية سلوى محمد علي، التي حرصت على ارتداء الشال الفلسطيني أثناء تواجدها على السجادة الحمراء.
أحيت حفل الختام المطربة الفلسطينية نويل خرمان، التي ارتدت دبوسا على شكل “البطيخ” كرمز للتضامن مع القضية الفلسطينية، وقدمت خلال الحفل مجموعة من الأغاني، منها “قلبي دليلي” لليلى مراد، و”أهواك” لعبد الحليم حافظ، و”سهر الليالي” لفيروز.
شهد الحفل أيضا تكريم الثنائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريج بجائزة الإنجاز الإبداعي عن مسيرتهما الفنية، وأهدت جوانا الجائزة إلى بلدها لبنان وما يعانيه خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى فلسطين وغزة، في حين أهدى خليل الجائزة إلى شركائهما في الفن والأعمال التي قدماها.
من أفلامهما التي حظيت بإشادة دولية في مهرجانات عالمية مثل كان وبرلين وتورونتو: “ذاكرة صندوق”، و”جمعية الصواريخ اللبنانية”، و”أريد أن أرى”.
و حازت الأفلام الفلسطينية واللبنانية على جوائز الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي. فقد فاز الفيلم الفلسطيني “شكرا لأنك تحلم معنا” للمخرجة ليلى عباس بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، مناصفة مع الفيلم التونسي “ماء عين” للمخرجة مريم جعبر.
وفاز الفيلم الروائي الفلسطيني القصير “ما بعد” للمخرجة مها الحاج بجائزة نجمة الجونة الذهبية، في حين فاز الفيلم الروائي الفلسطيني القصير “برتقالة من يافا” للمخرج محمد المغني بنجمة الجونة الفضية عن الفئة ذاتها.
كما فاز فيلم “ما بعد” و هو من تأليف مها الحاج أيضاً، وسبق أن فاز بجوائز عالمية عدّة، من بينها جائزتا لجنة الشباب المستقلة ولجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في دورته السابعة والسبعين، وبدأت كتابة السيناريو في صيف العام 2023، وإن كان يتناول العدوان على الشعب الفلسطيني عامة، وغزة خاصة، ولو بشكل غير مباشر، باعتبار أن العدوان على غزة لم يتوقف منذ العام 2008، وبشكل أكثر شراسة في عدوان تلو الآخر، لذا تراكم الفظائع ولَّد لدى الحاج الرغبة بالكتابة في هذه الجزئية.
وتدور أحداث الفيلم حول الزوجين سليمان ولبنى، ويجسد دوريهما الفنانان محمد بكري وعرين عمري كما يشاركهما البطولة الفنان عامر حليحل، مشددة على أن القصة خيالية وواقعية في ذات الآن.
في حين تعرض فيلم “برتقالة من يافا” للمخرج محمد المغني، والمقيم في أوروبا، حسب مخرجه إلى تحديات وعراقيل عديدة من قبل الاحتلال، خلال التصوير، وهي تعكس ما يواجهه الفلسطيني على أرضه بسبب الاحتلال وجرائمه، مؤكداً أنه حلم منذ صغره بإخراج فيلم عن فلسطين، ومدينته غزة، مؤكداً أنه رغم ما يحدث من إبادة في غزة إلا أنه لا يزال يحلم بإقامة مهرجان غزة السينما الدولي، على أرض القطاع، وهو أمر قد يبدو مستحيلاً في ظل الاحتلال، لكنه يأمله مهرجاناً دولياً يحج إليه كبار نجوم العالم قادمين إليه عبر مطار غزة الذي دمرته قوات الاحتلال أكثر من مرّة، وتعرض أفلام في دور عرض سينمائية متطورة، دون قتل أو حصار أو أسلاك شائكة أو جدار فصل عنصري أو حواجز عسكرية، مؤكداً أن السينما الفلسطينية تؤكد ليس فقط على إصرار الفلسطيني على الحياة، بل على عمق ثقافته وحضارته وحقه في أرضه.
كما حصل الفيلم اللبناني القصير “مد وجزر” للمخرجة ناي طبارة على الجائزة البرونزية لأفضل فيلم قصير، بينما فاز الفيلم اللبناني “مشقلب” للمخرجين لوسيان بورجيلي، بان فقيه، وسام شرف، وأريج محمود بجائزة “سينما من أجل الإنسانية”، ويتناول الفيلم عبر 4 قصص الاضطرابات التي يشهدها لبنان وتأثيرها النفسي على الشعب اللبناني.
كما حاز الفيلم الوثائقي المشترك اللبناني-القطري-الدنماركي “نحن في الداخل” للمخرجة فرح قاسم على جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي، وقد أشادت لجنة التحكيم بالفيلم لتميزه في توثيق الحياة اليومية بأسلوب إبداعي، كما حصل الفيلم على جائزة (نيتباك) لأفضل فيلم آسيوي طويل.
فيما حصد جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل الفيلم الفرنسي “أثر الأشباح” للمخرج جوناثان ميلي، الذي تدور أحداثه حول شخصية حميد، الذي ينضم إلى منظمة سرية تلاحق مسؤولين في النظام السوري، حيث يتتبع أثر الشخص الذي كان يعذبه في المعتقل. كما حصل الممثل الفرنسي ذو الأصول التونسية آدم بيسا على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم، وفازت بنجمة الجونة لأفضل ممثلة لورا ويسمار عن دورها في فيلم “السلام عليكِ يا ماريا” للمخرج مار كول.
فيما حصل فيلم “ستكون الفتيات فتيات” (الهند، فرنسا، النرويج، الولايات المتحدة) من إخراج شوتشي تالاتي على نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي، والتي تضمنت الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 15,000 دولار أمريكي.
أما نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي، فقد ذهبت إلى فيلم “المملكة” (فرنسا) من إخراج جوليان كولونا، حيث تم منحها الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 25,000 دولار أمريكي.
وفي ختام الحفل، تم تكريم فيلم “أثر الأشباح” (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) للمخرج جوناثان ميلي الذي حصل على نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي، إلى جانب الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 50,000 دولار أمريكي.
كما أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن النسخة الأولى من جائزة “ما وراء الكاميرا”، والتي قُدِّمت أمس وهي جائزة تُقدم لتكريم الفنانين الذين يعملون خلف الكاميرا، للاحتفاء بمساهماتهم الإبداعية، التي تخلق العوالم السينمائية، وتعطي الأفلام روحاً أصيلة.