إعلام عبري…في النهاية “الأخيار” ينتصرون، عن أي نصر تثرثر أيها الوزير؟
عن «يديعوت» وترجمة “الأيام الفلسطنية”
كم من الوقت مرّ منذ اللحظة التي تلقى فيها إسرائيل كاتس بخنوع وبحساسية ولكن بتصميم منصب وزير الدفاع الى ان اعلن لنا جميعا باننا انتصرنا. 72 ساعة. 72 ساعة تمكن فيها من مراجعة الخرائط، وتحليل صورة الوضع، وتشخيص النتائج، وتنفيذ تحليل وتركيب لكل المعطيات، وانهاء التشخيص، والاحتساب، والإضافة، والتخفيض لما هو ضروري – والاعلان باننا انتصرنا. كيف انتصرنا؟ حسمنا، هزمنا، اخضعنا «حزب الله».
«الضربات التي وجهناها للبنان»، قال، ظهر الاحد الماضي، فيما كانت الشمس تصدع فوق رؤوسنا، والوعد بالمطر لم يصل حتى القدس: «لا بد ستدرس لاحقا. والآن»، أوضح وزير الجيوش، «مهمتنا ان نجني ثمار النصر». كان يمكنه أن يقول ثمار النصر، معا بتواصل العبارة لكنه اختار ان يمدد ويشدد اليراع، بل أضاف، بتواضع: «هزمنا حماس تنظيميا وعسكريا، لكن هذا»، وكأن به يفشي سرا، «لبحث آخر». وفي الغداة طار نحو الشمال 200 صاروخ اطلقها المهزومون، اصابت خمسة اشخاص وزرعت دمارا جسيما.
انهارت بيوت واحترقت سيارات. وبعد ذلك اشتدت الرشقات، فال”مهزومون” لم يتنازلوا، وبين هذا وذاك انكسر قلبنا لسماع مقتل خمسة جنود ومواطنين اثنين. وسكان الشمال، أولئك المبعدون عن الحدود، ممن لم يخلوا، انتقلوا للعيش في الملاجئ. يعدون عشر مرات ان لم يكن مئة متى والى اين سيخرجون، ويرسمون الخطط لاماكن الاختبار في الطريق الى البقالة. هكذا يبدو النصر حسب إسرائيل كاتس – انتصرنا – بعد دقيقة ونصف من صعوده الى الطابق الـ 14 في الكريا.
وما ليس واضحا هو أي تعليمات بالضبط سينزلها الى قادة الجيش بعد أن انتصر هؤلاء على أي حال على «حزب الله»، ومثلما قال، على «حماس» ايضا. ما ليس واضحا اكثر هو ماذا بالضبط سيتعلم المقاتلون في مطارحنا وما الذي سيدرس في كليات الامن القومي في العالم، كم جميل السكوت عنه؟ ام انه كان من الأفضل لو أن وزير الدفاع الوافد يتعلم شيئا ما بنفسه قبل أن يتبجح وراء الميكروفون، قبل أن يعيدنا، وفي غير صالحنا، وبالتأليد ليس بذنبنا الى 6 اكتوبر؟
بالمناسبة ما كان ينبغي له من اجل هذا ان يحفر في الموسوعة العبرية، يكفيه أن يتوجه الى تقرير فينوغراد في الفصل الذي سُئل فيه ايهود أولمرت عن خطاب النصر الذي القاه في حرب لبنان الثانية، فيقرأ جوابه «توجد أمور تقال لانه ينبغي ان تقال» وليفهم ما الذي لا يقال.
كتب «الجندي البريطاني»، جو بورناتشكو: «قادر على أن يقف امام كل شيء باستثناء وزارة الحرب البريطانية». ولا يمكن صياغة هذا بشكل افضل في إسرائيل، تشرين الثاني 2024، مع تبادل الرأسين في وزارة حربنا.
وهكذا، اذا كنا سنجمل الامر، الحياة في الشمال لم تعد معقولة. رشقات لا تتوقف تنتقل منذ زمن بعيد من فوق المطلة وكريات شمونا وتسقط في نهاريا، في عكا، وفي الكريوت، وتنتقل الى الوسط أيضا، وهي تجعل الحياة لا تطاق.
ليس هكذا يبدو النصر. الصورة، اغلب الظن، ستتغير فقط اذا ما وعندما تنضج التسوية التي يتحدثون عنها منذ بضعة أسابيع، وعلى ما يبدو أيضا يعملون عليها. هكذا في الشمال وهكذا في الجنوب أيضا. إذاً، لا تبشر الرؤوس التي تبدلت في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، كاتس بدلا من غالنت، ساعر بدلا من كاتس، في لعبة كراسي هاذية في ذروة الحرب، حقا بايام افضل من تلك، وجميلاً كان ما سيفعله الوزير الوافد لو لم يكن يثرثر كالببغاء بكلمات رئيس الوزراء ويعد بتصفية العدوان الإيراني، وتطيير «حماس» من غزة وخلق واقع جديد في لبنان. كان يمكن، مثل وزير الخارجية الوافد، ان يختار لنفسه شيئا ما من ادبيات الأطفال المختارة.
اذا كان ساعر، وزير التعليم في ماضيه، اختار اقتباسات باعثة على الدهشة لدى تسلمه مهام منصبه عن الأسد موباسا الذي يقوله لابنه سيمكا: «تذكر من انت»، يمكن لكاتس ان يأخذ نارينيا. هناك أيضا يوجد أسد وتوجد ساحرة وثلج أبدي، لكن في النهاية الاخيار ينتصرون، والشمس تعود للاشراق. كل شيء افضل من انتصاره. وبالتأكيد في وضع يقدم فيه «حزب الله» بعد ساعتين من ذلك تفسيرا خاصا به للمصطلح.