الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

إدارة ترامب تنفذ عمليات تسريح واسعة لموظفي إذاعة “صوت أمريكا” ووسائل إعلام أخرى

في تصعيد جديد لسياسات إدارة ترامب، بدأ تنفيذ عمليات تسريح واسعة في إذاعة “صوت أمريكا”، ووسائل إعلام أخرى، ممولة حكوميا. وأثار القرار، الذي يشمل إنهاء عقود مئات الموظفين، انتقادات دولية، وسط تحذيرات من تداعياته على حرية الإعلام والنفوذ الأمريكي العالمي.

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأحد، عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة “صوت أمريكا” (فويس أوف أميركا) ووسائل إعلام أخرى ممولة من الولايات المتحدة، مؤكدة بذلك نيتها القضاء على منصات لطالما اعتُبرت ضرورية بالنسبة لنفوذ واشنطن.

وبعد يوم فقط، على منح جميع الموظفين إجازة، تلقى الموظفون العاملون بموجب عقود محددة، رسالة عبر البريد الإلكتروني، تبلغهم بإنهاء خدماتهم بحلول نهاية مارس.

وأبلغ المتعاقدون في الرسالة، التي أكدها عدد من الموظفين، بأن “عليكم التوقف عن كل العمل، فورا، ولا يسمح لكم بدخول أي أبنية أو أنظمة تابعة للوكالة”.

وحذر الاتحاد الأوروبي من أن تلك الخطوة قد تصب في “صالح خصومنا المشتركين”.

وأكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، باولا بينيو، “نعتبر وسائل الإعلام منارات للحقيقة والديمقراطية والأمل لملايين الناس حول العالم”.

وتابعت أن “حرية الصحافة … أمر بالغ الأهمية للديمقراطية، وهذا القرار يخاطر بأن يصب في مصلحة خصومنا المشتركين”، بدون أن تسمي دولا أو جماعات أو أفرادا.

وقالت بينيو إن قرار تجميد تمويل وسائل الإعلام الممولة أمريكيا سيُناقش خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الإثنين.

يشكل المتعاقدون الجزء الأكبر من القوة العاملة لدى “صوت أمريكا”، خصوصا في الخدمات باللغات غير الإنكليزية، على الرغم من عدم توافر أرقام حديثة بعد.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المتعاقدين ليسوا مواطنين أمريكيين، ما يعني أنهم يعتمدون على الأرجح على وظائفهم من أجل تأشيرات البقاء في الولايات المتحدة.

ولم تتم فورا إقالة الموظفين العاملين بدوام كامل، الذين يحظون بحماية قانونية، لكنهم منحوا إجازة إدارية، وطلب منهم عدم العمل.

وتبث إذاعة “صوت أمريكا”، التي تأسست أثناء الحرب العالمية الثانية، بـ49 لغة، وتمثلت مهمتها بالوصول إلى البلدان التي لا تتمتع بحرية الإعلام.

خفض الإنفاق الفدرالي
وصرح الصحافي لدى “صوت أمريكا”، ليام سكوت، الذي يغطي الحريات الصحافية والتضليل، إنه تم تبليغه بخبر إقالته اعتبارا من 31 مارس.

وأشار على “إكس” إلى أن تدمير إدارة ترامب لـ”صوت أمريكا”، ومنصات إعلامية أخرى، تندرج “في إطار جهودها لتفكيك الحكومة، على نطاق أوسع، لكنها، أيضا، جزء من هجوم الإدارة الأوسع على حرية التعبير والإعلام”.

وتابع “غطيت حرية الصحافة لمدة طويلة، ولم أر قط شيئا على غرار ما حدث في الولايات المتحدة، خلال الشهور القليلة الماضية”.

وانتقلت بعض الخدمات التابعة لـ”صوت أمريكا” لبث الموسيقى، بسبب نقص البرامج الجديدة.

ويذكر أن ترامب وقع أمرا تنفيذيا، الجمعة، يستهدف “الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي”، في آخر تحرك لخفض الإنفاق في الحكومة الفدرالية.

وكان لدى الوكالة 3384 موظفا، في العام المالي 2023. وطلبت 950 مليون دولار للعام المالي الحالي.

وجمدت إجراءات الخفض الواسعة، أيضا، عمل “إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي”، التي تأسست خلال الحرب الباردة، للوصول إلى التكتل السوفياتي السابق، وإذاعة “آسيا الحرة”، التي تأسست لتوفير تغطية إلى الصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى، يخضع الإعلام فيها لقيود مشددة.

تشمل المنصات الأخرى الممولة أمريكيا التي يتم تفكيكها “راديو فردا”، وهي إذاعة بالفارسية تحجبها الحكومة الإيرانية، وشبكة “الحرة”، الناطقة بالعربية، التي تأسست بعد غزو العراق، في مواجهة قناة الجزيرة في قطر.

تأتي تحركات ترامب في وقت تستثمر روسيا والصين، بشكل كبير، في الإعلام الرسمي، لمنافسة الروايات الغربية، إذ توفر الصين عادة محتوى مجانيا للمنصات في البلدان النامية.

أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى