اقتصادالرئسية

أكادير تفرض نفسها كوجهة سياحية عالمية وتقلق إسبانيا

تحرير: جيهان مشكور

شهدت مدينة أكادير  في السنوات الأخيرة، تحولات جعلتها من بين أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث استفادت من استثمارات كبرى في البنية التحتية ضمن برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، و عززت هذه الدينامية الجديدة جاذبية المدينة وجعلتها وجهة مفضلة لدى السياح الدوليين، خصوصًا البريطانيين، الذين باتوا يفضلونها على بعض الوجهات الإسبانية التقليدية مثل مايوركا وتينيريفي.

سلطت الصحافة البريطانية  في الأشهر الأخيرة، الضوء على أكادير كوجهة سياحية صاعدة، فقد نشرت صحيفة “التايمز” مقالًا أشارت فيه إلى أن المدينة أصبحت مقصدًا سياحيًا رئيسيًا بفضل شواطئها الهادئة، وأسواقها التقليدية، والفرص التي تتيحها لرحلات استكشافية نحو مدن تاريخية قريبة مثل تارودانت.

يعكس هذا التغطية الإعلامية الاعتراف الدولي المتزايد بجاذبية أكادير، ليس فقط كوجهة بحرية، ولكن أيضًا كمحطة تجمع بين الثقافة المغربية والتطور العصري.

من جانبها، وصفت صحيفة “التلغراف” أكادير بأنها واحدة من أكثر الوجهات السياحية الميسورة والمتاحة في إفريقيا، مشيرة إلى مناخها المعتدل وتكاليف الإقامة المعقولة، مما يجعلها خيارًا مفضلاً للمسافرين البريطانيين الباحثين عن شمس الشتاء، ويعكس هذا التحليل تحوّل أكادير إلى منافس قوي للوجهات الأوروبية التقليدية التي اعتاد السياح البريطانيون على ارتيادها.

علاوة على ذلك، أفادت تقارير متخصصة بأن الخطوط الجوية البريطانية شهدت زيادة بنسبة 308% في نسبة الحجوزات إلى أكادير بعد فتح خط طيران مباشر نحو المدينة، مما يعكس تصاعد شعبيتها في الأسواق الأوروبية.

هذا الإقبال الملحوظ يؤكد أن أكادير ليست فقط وجهة سياحية محلية، بل أصبحت نقطة جذب دولية تستقطب أعدادًا متزايدة من السياح الباحثين عن تجربة تجمع بين الراحة والأنشطة الترفيهية المتنوعة.

ويعزى هذا النجاح إلى الجهود الحثيثة المبذولة لتحسين البنية التحتية وتعزيز جاذبية المدينة، فقد شهدت أكادير تحديثًا شاملاً لطرقاتها ومرافقها العمومية، مما غير ملامحها بشكل لافت، كما أن التوسع في المشاريع السياحية، مثل تطوير كورنيش المدينة وإنشاء فنادق ومنتجعات حديثة، عزز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات الساحلية في إفريقيا حسب .

إلى جانب ذلك، تبرز أكادير كمدينة آمنة، حيث لعبت الإجراءات الأمنية المشددة دورًا مهمًا في تعزيز ثقة السياح، حسب صحيفة “ذاصان” البريطانية إذ تعمل السلطات المحلية على ضمان بيئة آمنة من خلال الانتشار الواسع للعناصر الأمنية في مختلف أرجاء المدينة، مما ساهم في جذب المستثمرين وتعزيز ثقة الزوار في الوجهة.

لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل هو جزء من رؤية أوسع تسعى من خلالها المملكة المغربية إلى تطوير قطاعها السياحي وتعزيزه، وفقًا لاستراتيجيات تتماشى مع رؤية المغرب “2030”، و من المتوقع أن تواصل أكادير استقطاب الاستثمارات السياحية في السنوات القادمة، مع استمرار التحسينات في بنيتها التحتية والتوسع في العروض الترفيهية، مما يرسخ مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم.

في ظل هذا التقدم، بدأت المنافسة بين أكادير وإسبانيا تزداد حدة، خاصة مع توجه السياح الأوروبيين نحو البدائل الأكثر جاذبية وتنوعًا.

هذه المنافسة دفعت العديد من وسائل الإعلام إلى طرح تساؤلات حول مدى تأثير صعود أكادير على حصة إسبانيا من السياح، وهو ما قد يدفع الأخيرة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها السياحية للحفاظ على مكانتها.

اليوم، لم تعد أكادير مجرد وجهة بحرية تقليدية، بل أصبحت نموذجًا لتطور السياحة المغربية، حيث تجمع بين الطبيعة الخلابة، والبنية التحتية الحديثة، والتجربة الثقافية الغنية، مما يجعلها في موقع يسمح لها بمنافسة كبريات الوجهات العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى