
قراءة سريعة في فيلم سراديب الغضب
تم عرض هذا المساء من يوم الجمعة، النادي السينماءي الحقوقي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بمناسبة احتفال الطبقة العاملة بعيد الشغل، فاتح ماي المقبل، الفيلم القصير للمخرجة الشابة لينة اعريوس تحت عنوان مسارات الغضب.
عنوان الفيلم يحكي عن مآسي حياة عمال المناجم.
تعبر من خلاله المخرجة بتسلسل صور الظلام، واستغلال بشع لعمال المناجم المعدنية بالمغرب.
شاهدت الفيلم، وكم تمنيت أن يطول أكثر، لكن المخرجة فضلت إعفاء الجمهور من المزيد من المآسي والحرمان والاكتفاء بالوعي بالحالة الاجتماعية ومحاولة الانعتاق من هذه المآسي، من خلال اكتساب وعي طبقي للشغيلة بالمناجم بدل الخضوع والتيهان….
يعطي الفيلم نظرة عامة عن الحياة الاجتماعية، في المدينة المتميزة بالفقر والبطالة والنزوح.
أطفال صغار يحلمون بامل الافلات من هذه المأساة، عبر أحلام كرة القدم.
يلعبون في ساحة رمادية بدون حدود، الكرة تسقط في الحفرة، يختار الطفل جاد النزول لإعادة الكرة من جديد، يتبع الأطفال سراب الكرة ويتركون جاد في الحفرة، عنوانا على التيهان وغياب الأفق.
من حسن حظه ينتظره صديقه لمساعدته الخروج من الحفرة. أخوه الأكبر، عامل من عمال المنجم، يقاسي آلام صعوبة الحياة وضعف ذات اليد، يعوض عنها بالهذيان والخمرة،بيت العائلة مكون من اب مريض في الزاوية وحيطان مهترءة، وضوء عتيق في قنديل، سرير وحيد للنوم الجماعي في ظروف مأساوية. يظطر الطفل رغم صغر سنه جاد الالتحاق للعمل بالمنجم لمساعدة عاءلته ، يسقط مرة أخرى في الحفر الأكثر عمقا، وتستمر الحياة الصعبة…
اكتفي بهذا الجزء الصغير من كل المآسي التي يتناولها الفيلم القصير. وأطرح تساؤلا يساعد على النقاش بعد مشاهدة الفيلم.
اعتقد أن المخرجة لينة اعريوس ربما تأثرت كثيرا بحراك جرادة الأخير، أو برواية جيرمينال للكاتب الروائي الفرنسي إميل زولا أو باحد الأفلام أو المسرحيات التي استنبطت مواضيعها من الرواية…
يكفي قراءة ملخص الرواية لمعرفة الوصف الدقيق للحياة الصعبة التي عرفها عمال و عاملات المناجم بشمال فرنسا بالقرن التاسع عشر ابان الثورة الصناعية…إنه، يحكي مأساة الوجوه السوداء وبدايات ظهور طبقة عاملة واعية بضرورات الكفاح الطبقي الاجتماعي.
لذلك اختيار عنوان الرواية جيرمينال من فعل “جيرم ” أي توالد وظهور زهور المزروعات في فصل الربيع…ومعناها الروائي ظهور طبقة عاملة منظمة وقادرة على قيادة النضال من أجل حياة أفضل للعمال ورفع الوجع وانتهاء المآسي الاجتماعية.