الرئسيةثقافة وفنون

خريبكةوالدورة 25 من مهرجان السينما الإفريقية

تستعد  خريبكة مدينة مغربية لاحتضان الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 28 يونيو 2025، وذلك تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس.

ويأتي هذا الحدث الثقافي البارز في لحظة مفصلية من تاريخ المهرجان، الذي يُعد من بين أعرق التظاهرات السينمائية بالمغرب والقارة الإفريقية.

مسابقة كبرى واهتمام بالهوية الإفريقية

وتتضمن الدورة المقبلة المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، التي تشهد مشاركة 15 فيلما تمثل بلدانًا إفريقية متعددة، وتتنوع موضوعاتها بين الاجتماعي والسياسي والإنساني، ما يعكس ثراء وتنوع الرؤى السينمائية في القارة، ومن المغرب، يحضر كل من فيلم “راضية” للمخرجة خولة أسباب بنعمر، و”شم الريح” لليلى التريكي، إلى جانب  (1947 – 2020) لأحمد بولان. ومن تونس، يشارك وليد مطار بفيلمه “قنطرة”، في حين يمثل مصر فيلمان: “قصة الخريف” لكريم مكرم، و”سينما منتصف الليل” لمازن لطفي.

أما بقية الدول المشاركة فتشمل السينغال، مالي، موريتانيا، التشاد، أوغندا، الطوغو، رواندا، الصومال، وبوركينا فاسو، من خلال أعمال لمخرجين مكرّسين وآخرين شباب، في مزيج يكرّس الدينامية الجديدة التي تعرفها السينما الإفريقية.

جوائز تكريمية بأسماء رموز ثقافية

تمنح الدورة 25 ست جوائز نقدية مرموقة، على رأسها الجائزة الكبرى “عثمان صامبين”، تخليدًا لاسم الأب الروحي للسينما الإفريقية، إلى جانب جائزة لجنة التحكيم “نور الدين الصايل (1947 – 2020) ”، وجائزة السيناريو “إدريس ويدراووغو”، وجائزة النقد “سمير فريد”، إضافة إلى جائزة أفضل دور نسائي “أمينة رشيد”، وجائزة أفضل دور رجالي “مدينة مغربية ”، في التفاتة رمزية لعدد من الأسماء اللامعة في الثقافة والسينما.

مهرجان له رمزية قارّية

ويُعد مهرجان خريبكة من أقدم المهرجانات السينمائية في المغرب، حيث انطلقت دورته الأولى عام 1977، ويأتي ترتيبه الثالث قارّيا بعد كل من أيام قرطاج السينمائية بتونس، ومهرجان الفيسباكو في بوركينا فاسو، ما يرسّخ مكانته كمنصة بارزة للتبادل الثقافي والفني بين دول إفريقيا.

الدورة المرتقبة تحمل، إلى جانب المنافسة الفنية، أبعادًا رمزية وتجديدية، خصوصًا في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها السينما الإفريقية، وتزايد الاهتمام العالمي بأصوات المخرجين الأفارقة وقضايا القارة.

خريبكة، مدينة الثقافة الإفريقية

وبينما تتحول خريبكة إلى قبلة سينمائية سنوية، تستمر مؤسسة المهرجان في الاشتغال على تعزيز البعد الإفريقي للتظاهرة، وفتح فضاءات جديدة للتفكير والحوار حول رهانات السينما، الإنتاج المشترك، وتحديات التوزيع داخل القارة.

تبقى إذًا الدورة 25 موعدًا ثقافيًا بارزًا، يعكس عمق الروابط الفنية والإنسانية بين الشعوب الإفريقية، ويؤكد على قدرة الفن السابع في القارة على خلق جسور التواصل وبناء الذاكرة المشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى