
امتدت مبادرة ملتمس الرقابة، إلى داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه، حيث واجه إدريس لشكر انتقادات حادة من قيادات اتحادية بارزة، من بينها شقران أمام وعبد المقصود راشدي، واللذان اعتبرا أن خطوة ملتمس الرقابة جاءت في سياق محاولة لصرف الانتباه عن تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي أشار إلى خروقات مالية تتعلق بمصاريف الدراسات التي استفاد منها الحزب خلال مشاركته في الحكومة السابقة.
اقرأ أيضا…
وطالبت دعوات داخلية بالحزب بمحاسبة القيادة الاتحادية، بل وبتقديم استقالتها، في وقت يعيش فيه الحزب أزمة تنظيمية واضحة، تضع مصداقيته السياسية على المحك.
وقال إدريس لشكر،(مواليد 25 سبتمبر 1954) الكاتب الأول للاتحاد، خلال دورة المجلس الوطني المنعقدة اليوم السبت، كتبرير للانسحاب من المبادرة، أنه “وبناء على ذلك، ورفضا للتعامل باستخفاف مع الآليات الرقابية الدستورية ومع الرأي العام، قرر الفريق تعليق أي تنسيق بشأن هذا الملتمس”، خاصة وأن بعض المكونات فضلت الانشغال بـ”تفاصيل ذاتية وتقنية” لا تمت بصلة للأعراف السياسية والبرلمانية.
وأضاف لشكر الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، في الدورة ذاتها للهيئة التشريعية للاتحاد الاشتراكي، أن تقديم ملتمس الرقابة، رغم أنه واضح أنه لا يحظى بأي ضمانات للنجاح العددي، يعتبر سلوك سياسي مشروع دأبت عليه المعارضة تاريخيا، كما حدث في ملتمسي 1964 و1990، حيث كانت المبادرة مناسبة لدعوة الحكومة للدفاع عن نفسها وسياساتها العمومية، وفتح المجال أمام المعارضة للتعبير بحرية عن مواقفها وانتقاداتها.
اقرأ أيضا…
وأوضح لشكر في دورة المجلس الوطني للاتحاد، أن المبادرة تسعى إلى مأسسة الحوار بشأن القضايا الحارقة التي تعرفها الحياة السياسية، والتي وصفها بأنها تهدد بالسكتة المؤسساتية، كما تهدف إلى إسماع صوت المعارضة، وبالتالي صوت شرائح واسعة من المواطنين، من داخل المؤسسات التي تُواجه، بحسبه، محاولات للهيمنة والإقصاء.
واعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، في الكلمة ذاتها، أنه لم يلاحظ أي إرادة حقيقية في مجلس النواب للتقدم في موضوع تقديم ملتمس الرقابة، لما اعتبره غياب إرادة سياسية حقيقية وصادقة لدى بعض أطراف المعارضة لدفع المبادرة نحو التفعيل،
وأصر لشكر أن يتهم أطرافا من المعارضة البرلمانية، وبالضبط التقدم والاشتراكيةومحاولته لعب دور الحكم، حسب ذات المتحدث بأن “هناك من حاول أن يلعب هذا الدور قائلا إنه لا مصلحة لنا (أخذ دور في تلاوة أو تقديم الملتمس)”، وأضاف: “هناك كذلك من الأطراف من يبحث دائما عما يؤدي إلى تناقضنا”.