كان لي شرف حضور البرنامج التلفزيوني” صدى الابداع” اثناء تسجيل “موضوع الجسد” بإذاعة عين الشق بالدار البيضاء، رفقة مخرج البرنامج الأستاذ نجيب عبد الحق ومعده الأستاذ محمد أشويكةومقدمته مريم. اثناء تلك اللحظات سرقت صور مع الأستاذ نجيب، وجدت فيه الرجل المزدوج الثقافة العربية والفرنسية، وله نصوص باللغتين قاصا وروائيا ومخرجا سينمائيا، وربما أشياء أخرى لم يحن لي الوقت لاستكشافها في هذا الرجل المثقف المتواضع في سلوكه والشامخ بثقافته المتعددة المشارب، تجده في الادب قاصا وروائيا وفي التاريخ والاقتصاد والسوسيولوجيا والفلسفة وكاتب السيناريو والنقد السينمائي، مما أهله الحصول على جائزة حول فيلمه ” الهاربون من تندوف”.
بقلم علال بنور
نجيب عبد الحق كاتبا ومخرجا وممثلا:
استند الأستاذ نجيب في انجاز عمله السينمائي على قصص وحكايات حقيقية من الواقع المعيش، في تواصله مع أسري مغاربة سابقين في سجون الذل والعار للبوليساريو.
كما جمع نجيب المعطيات بمهارة صحافي محترف، فأخرج فيلمه باحترافية عالية مطبقا تجربته في النقد السينمائي.
كما جاء الفيلم عاكسا المستوى الفني، تعبيرا على أن نجيب كاتب موهوب له القدرة على الغوص في تفاصيل تحويل المتن الى صور ناطقة تعوض الكلمات، بدون ترك فراغات بين المشاهد، معتمدا على تقنية ما هو أساسي تاركا ما هو ثانوي ليكتشفه المتفرج، كان الهدف واضح منذ البداية، يتعلق بإيصال القضية الوطنية للعالم في قالب واقعي، بعيدا عن الفرجة المجانية الفلكلورية والاستقطاب والترجي، بقدر ما هو يطرح قضية انتماء وهوية.
من مشاهد الفيلم قسوة المجال الجغرافي لكن بدون يأس وبدون تضخيم الأنا، الشيء الذي أعطى للمشاهد مصداقية.