في مشهد يجمع بين جمال الطبيعة وتحدي الجبال، أسدل الستار على النسخة الثانية من ترايل شفشاون تلاسمطان، التي احتضنتها مدينة شفشاون من 20 إلى 22 يونيو الجاري، وسط أجواء رياضية متميزة وطبيعة ساحرة تسكن جبال الريف المغربي.
الحدث، المنظم بشراكة بين جمعية “ترايل المغرب” والسلطات المحلية، أكد مكانته كواحد من أبرز مواعيد الرياضات الجبلية بالمملكة، كما رسّخ دور شمال المغرب كوجهة للسياحة البيئية والرياضية المستدامة، حيث مر المتسابقون عبر مسارات وعرة تمتد بين التلال والغابات داخل منتزه تلاسمطان الوطني.
أداء مغربي باهر على القمة
شهدت المنافسات مشاركة عدائين من المغرب وخارجه، لكن السيطرة على المراتب الأولى كانت مغربية بامتياز، خاصة في السباقات الطويلة، ما يعكس تطور مستوى العدائين المحليين في سباقات التحمل والمرتفعات.
في السباق الرئيسي المكوّن من ثلاث مراحل (82 كلم)، خطف المغربي أمين تيهاني الأضواء بفوز مستحق، متفوقًا على السويسري يان أورلاندي، والفرنسي جان ميشيل كابريرا، في سباق اتسم بالندية وتحديات طبيعية صعبة.
أما على مستوى السباق النسوي لنفس المسافة، فقد تفوّقت الفرنسية هيلين دي سوزا، فيما نالت المغربية راضية الشيخ لحلو المركز الثاني، متقدمةً على الفرنسية لايتيتيا خيمينيز.
المسافات المتوسطة: تأكيد التفوق المغربي
في سباق المرحلتين (44 كلم)، واصل العداؤون المغاربة تألقهم، حيث حلّ هشام علالي في المركز الأول، يليه مواطنه كريم آيت لفقيه، فيما جاء الفرنسي غايل باييه ثالثًا.
وفي فئة السيدات، توّجت المغربية بلقيس تندوجوي بالسباق، متبوعةً بمواطنتها ماجدة أنور، فيما احتلت الفرنسية ساندي بواسي المركز الثالث.
سباق 10 كيلومترات: الشباب المغربي يحسم النزال
حتى في السباق القصير لمسافة 10 كيلومترات، لم تغب الأسماء المغربية عن التتويج، حيث فاز عبد العزيز أخروب بالمركز الأول في فئة الرجال، متقدما على يوسف فنان وزياد ريفي.
وفي فئة السيدات، حققت العداءة المغربية حفصة لحو الفوز، متقدمةً على الفرنسية جوستين روتا والمغربية سليمة شارف.
ترايل تلاسمطان: أكثر من سباق
إلى جانب التنافس الرياضي، كان الحدث فرصة لاكتشاف سحر الريف المغربي، وتعزيز الوعي بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، عبر تنظيمات صديقة للطبيعة ومسارات اختيرت بعناية لضمان التوازن البيئي.
وبهذا النجاح، تواصل شفشاون ترسيخ موقعها كبوصلة جديدة لعشاق “الترايل”، الذين لا يبحثون فقط عن التتويج، بل عن تجربة إنسانية وجمالية لا تُنسى، على ارتفاعات تلامس السماء.