الرئسيةسياسة

ضدا على تعديلات بالمسطرة الجنائية..مبادرة مدنية تقرر الاحتجاج أمام البرلمان

قررت المبادرة المدنية من أجل الترافع ضد تعديلات المادتين 3 و7 من قانون المسطرة الجنائية  تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025 على الساعة السادسة مساء، احتجاجا على ما اعتبرته بـ”التعديلات التراجعية الخطيرة” التي اقترحتها الحكومة، والتي تخص مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، وخاصة ما يتعلق منها بدور جمعيات المجتمع المدني في مكافحة الفساد وحماية المال العام ومحاربة الرشوة والتبليغ عنها.

جاء ذلك في بيان صادر عن المبادرة المدنية، التي تضم 23 هيئة معنية بمحاربة الفساد، اليوم الاثنين، حيث دعت جميع مكوناتها وعموم المهتمين والمتتبعين لجرائم الفساد ونهب المال العام إلى الحضور والمشاركة الفعالة في هذه الوقفة بهدف الاحتجاج على مضمون هذه التراجعات المتناقضة مع مقتضيات الدستور والتزامات المغرب الدولية.

مشروع قانون المسطرة الجنائية يضرب في الصميم المكاسب الدستورية للبلاد

وقالت المبادرة في بيانها، إن مشروع قانون المسطرة الجنائية يضرب في الصميم المكاسب الدستورية للبلاد، إذ أكد تصدير الدستور على “جعل الاتفاقيات الدولية …، تسمو، فور نشرھا، على التشريعات الوطنية، والعمل على ملاءمة هذه التشريعات، مع ما تتطلبه تلك المصادقة”.

واعتبر المصدر ذاته، أن الفصل الأول من الدستور أكد أنه “يقوم النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط، وتوازنها وتعاونها، والديمقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة.” كما وطد الفصل 12 مساهمة “الجمعيات المھتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار الديمقراطية التشاركية، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها”.

مشروع قانون المسطرة الجنائية الحالي يدوس على الالتزامات الدولية للمغرب

في السياق نفسه، أوضحت المبادرة،  أن مشروع قانون المسطرة الجنائية الحالي يدوس على الالتزامات الدولية للمغرب، ومن ضمنها اتفاقية الأمم المتحدة والاتفاقية الإفريقية والعربية لمكافحة الفساد.

واعتبرت التنسيقية الممثلة للمبادرة المدنية المعنية بمحاربة الفساد، أن التدابير المتخذة في المادتين 3 و7 من مشروع قانون المسطرة الجنائية ستشكل نقطة سوداء في تاريخ التشريع المغربي، وستشجع لامحالة على الإفلات من العقاب، وعلى الاختلاسات والانحرافات في تدبير الشأن العام.

كما ستساهم في تراجعات المغرب في مؤشر إدراك الفساد على المستوى الدولي مما سيكون له وقع سلبي على تشجيع الاستثمار المحلي والدولي ومزيد من الانكماش الاقتصادي ونمو البطالة المتفشية أصلا.

وتابعت، أنه كان بالأحرى على الحكومة أن تخفف من أعباء المجتمع المدني في فضح قضايا الفساد بأن تتخذ التدابير والآليات الفعالة ضد الفساد بوضع منظومة قانونية كما نص عليها دستور 2011 ومن ضمنها قانون تجريم الإثراء غير المشروع، وقانون تقنين تضارب المصالح.

كما كان بوسعها أن تقدم مشاريع مراجعة مجموعة من القوانين ذات الصلة بمحاربة الفساد ومن ضمنها مراجعة قانون حماية المبلغين عن الفساد وقانون التصريح بالممتلكات والقانون 31-13 المتعلق بالحق في الوصول للمعلومات.
قيود تفرضها المادة 3 على مباشرة الدعوى العمومية على الجرائم التي تمس الأموال العمومية

وفي السياق ذاته، أوضحت التنسيقية إلى أنه من بين التدابير العديدة، التي تظهر في نص المشروع المذكور، تلاحظ مكونات المبادرة المدنية، على وجه الخصوص، القيود التي تفرضها المادة 3 على مباشرة الدعوى العمومية على الجرائم التي تمس الأموال العمومية، وتلك التي تمنع المادة 7 بموجبها اللجوء إلى العدالة من طرف الجمعيات.

وفي الختام، أشارت التنسيقية أنه بموجب الفقرة السابعة من المادة 3 من المشروع كما صادق عليه مجلس النواب يوم 20 ماي 2025 فإنه “لا يمكن إجراء الأبحاث وإقامة الدعوى العمومية في شأن الجرائم الماسة بالمال العام إلا بطلب من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة بناء على إحالة من المجلس الأعلى للحسابات، أو بناء على طلب مشفوع بتقرير من المفتشية العامة للمالية أو المفتشية العامة للإدارة الترابية أو المفتشيات العامة للوزارات أو من الإدارات المعنية، أو بناء على إحالة من الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها أو كل هيئة يمنحها القانون صراحة…”.

كبح عمل هيئات المجتمع المدني

المبادرة شددت التأكيد، إن ما ورد في منطوق المادة 3 يفقد هيئات المجتمع المدني بمختلف مكوناتها، المبادرة إلى طلب تحريك التحقيقات والمتابعات القضائية

. كما يفقد النيابة العامة على كافة مستوياتها المبادرة في مباشرة التحقيقات والملاحقات القضائية ضد مرتكبي جرائم المال العام ومن ضمنها رئيس النيابة العامة نفسه. كما يُحرم الضحايا ذوو الصلة من إمكانية رفع دعوى مدنية.

اقرأ أيضا…

جمعيات تطلق تحذيرا من انحراف تشريعي يمنعها من مكافحة الفساد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى