ضد سوء التسيير والتدبير..وقفة احتجاجية أمام مستشفى ابن سينا
12/07/2025
0
تحرير: جيهان مشكور
في خطوة نضالية تصعيدية تعبّر عن عمق الأزمة داخل القطاع الصحي، نظم المكتب الجهوي للرباط-سلا-تمارة التابع للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وقفة احتجاجية إنذارية أمام مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، يوم الأربعاء 09 يوليوز 2025، احتجاجاً على ما وصفه بـ”فشل التسيير والتدبير” المتواصل داخل المركز ومؤسساته التابعة، محملاً الإدارة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الصحية في الجهة.
احتجاج في وجه التردي.. رغم محاولات التشويش
جاءت الوقفة، تنفيذاً لقرار تنظيمي اتخذه المكتب الجهوي، و قدعرفت الوقفة مشاركة واسعة وردود فعل داعمة من مختلف المكونات الصحية والنقابية من مختلف جهات المملكة، برغم من حملات التشويش و الترهيب ممنهجة، وصفها المحتجون بـ”المدفوعة”، شنتها أقلام مأجورة ووجوه وصولية، حاولت التشويش على المسار الإصلاحي الذي تنادي به الجامعة.
و تحت هذه الضغوط، رفع المكتب الجهوي شعارات قوية تطالب بـ”وقف النزيف” داخل المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وبـ”وضع حد للاختلالات المتواصلة” التي وصفها المحتجون بأنها باتت تهدد حياة المواطنين، وتعيق إصلاح القطاع الصحي برمته في المنطقة.
واقع صحي مأزوم.. من الأعطاب التقنية إلى أعطاب التدبير
الوقفة شكلت مناسبة لتعرية جملة من الاختلالات التي تطال المستشفيات التابعة للمركز، سواء على مستوى البنية التحتية، أو الخدمات العلاجية، أو الموارد البشرية.، ووفقاً للبلاغ الصادر عن المكتب الجهوي، فإن الأزمة لا تقف عند حدود الأعطاب التقنية المتكررة، وإنما تمتد إلى سوء تدبير الصفقات العمومية، وانعدام احترام دفاتر التحملات، وتدني جودة الخدمات، خاصة في أقسام الإنعاش، والمستعجلات، والفحوصات المتخصصة كجهاز السكانير.
كما نبهت الجامعة إلى “النقص الحاد” في المعدات الطبية والكواشف المخبرية، و”المواعيد الطبية المفرطة في الطول”، التي تزيد من معاناة المرضى وتغذي شعورهم بالهشاشة والتهميش، بالإضافة إلى ذلك، وجه المكتب الجهوي سهام نقده إلى طريقة تدبير الموارد البشرية، والتي وصفها بـ”الفاشلة”، معتبراً أنها تؤدي إلى مزيد من الضغط والتذمر داخل صفوف العاملين في القطاع.
نقل تعسفي وتكميم للأفواه؟
في سياق متصل، ندد المحتجون بما سموه “حملة استهداف ممنهجة” ضد أعضاء المكتب المحلي للجامعة داخل المركز، مشيرين إلى تعرضهم لنقل تعسفي إلى مؤسسات صحية أخرى دون موافقتهم، في “خرق سافر للقوانين”، معتبرين أن هذه الخطوة تروم تكميم الأفواه وخلق أجواء من الخوف وسط الشغيلة، للحد من التعبير عن الاحتجاج والانتقاد.
ولم تخل الوقفة من الإشارة إلى “محاولات تمويه وتضليل للرأي العام” من طرف بعض الجهات الإدارية التي تعمل ” بحسب تعبير البيان ” على “تزييف الواقع” وتقديم صورة وردية عن مؤسسة صحية تعاني في الواقع من أعطاب بنيوية عميقة.
تضامن واسع ورسائل إلى الوزير
الاحتجاج لم يمر في صمت، بل حظي بتأييد واسع من مكاتب جهوية وإقليمية منضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للصحة، من مختلف جهات المغرب، بما فيها الدار البيضاء سطات، طنجة تطوان الحسيمة، الشرق، الغرب، بني ملال خنيفرة، والعيون الساقية الحمراء، إضافة إلى لجان وطنية تمثل فئات مهنية مختلفة، من أطباء وإداريين وخريجي المدرسة الوطنية للصحة العمومية.
كما وجّهت هذه الهيئات رسائل إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تطالبه بالتدخل العاجل وفتح تحقيقات في ما أسمته بـ”التجاوزات الخطيرة” التي يعرفها المركز، معبرة عن استعدادها الكامل للانخراط في كل الأشكال النضالية التي يقررها المكتب الجهوي.
دعوة للمساءلة ومعركة مستمرة
في ختام الوقفة، طالب المكتب الجهوي بإيفاد لجان تفتيش وتقصي من المجلس الأعلى للحسابات ومن وزارة الصحة، من أجل التحقيق في مظاهر الفساد والتقصير، وترتيب المسؤوليات وتحديد الجزاءات، وفق ما تنص عليه قوانين المرفق العمومي.
وأكدت الجامعة على لسان مكتبها الجهوي عزمها على مواصلة معركتها النضالية بوتيرة تصاعدية، من خلال برنامج نضالي سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقاً، معتبرة أن الوقت قد حان لوقف ما وصفته بـ”العبث الإداري” وإنقاذ ما تبقى من كرامة في قطاع أنهكته السياسات الارتجالية وسوء الحكامة.
في زمن تتعالى فيه الأصوات من أجل إصلاح المنظومة الصحية، تأتي هذه الوقفة لتذكّر الجميع بأن الاحتجاج لم يعد خياراً، بل ضرورة فرضتها اختلالات مقلقة، لم تعد تخفى على أحد. والمواطن، ككل مرة، هو من يدفع الثمن.