الرئسيةميديا وإعلام

شبيغل الألمانية: مراسلتنا من غزة تعاني الجوع وحياتها في خطر

تحت وهج شاشتها الخافت، تواصل الصحافية الفلسطينية غادة الكرد عملها، حتى وإن كان جسدها شاهدًا على المعاناة التي توثقها، بعد 21 شهرًا من الحرب على غزة، حيث يأتي التزامها برواية قصة شعبها بتكلفة شخصية باهظة “تكلفة تُظهر قوة الصحافة والثمن الإنساني للشهادة.”.

وعلى مدار شهور من الجوع والحصار والانقطاع التام للكهرباء والماء والاتصال، نقلت غادة التفاصيل التي لم يعد بمقدور أحد الوصول إليها، إلا من كان يعيشها بنفسه، لكن مع مرور الوقت، تحوّلت غادة من راوية للمأساة، إلى واحدة من ضحاياها الصامتين.

الكرد: لا نأكل شيئًا. نترك ما تبقى للأطفال، ونشرب الماء لنخفي الصداع فقط

ذكرت “القدس العربي”، أن الكرد في رسائلها الأخيرة للمجلة، بدا صوتها أضعف، ونبرة يأسها أوضح. كتبت في أحد تقاريرها الصوتية: “لا نأكل شيئًا. نترك ما تبقى للأطفال، ونشرب الماء لنخفي الصداع فقط”.

يشار في هذا الصدد، أن غادة الكرد، التي تعاونت سابقًا مع مؤسسات إعلامية ألمانية، لم تكن مجرد “مساعدة ميدانية”، بل تحولت إلى مراسلة حقيقية، توثق بكاميرا هاتفها المحطمة، وقلمها المثقل بالألم، مشاهد الحياة والموت تحت القصف. في إحدى الرسائل التي بعثتها إلى المجلة الألمانية كتبت: “لا نملك شيئًا. لا أدوية، لا ماء، لا وقود، نغلي الأعشاب ونُخبئ الخبز للأطفال”.

التقت مجددًا بابنتيها بعد فراق استمر 16 شهرًا

بعد سلسلة من الضربات الجوية التي طالت حيّها في غزة، اضطرت غادة لمغادرة بيتها واللجوء إلى مناطق مختلفة، بدءًا من خان يونس، ثم إلى رفح جنوبًا، ضمن موجة النزوح الجماعي التي طالت أكثر من مليون ونصف فلسطيني.

لكن المفارقة حدثت في يناير 2025، حينما سُمِح مؤقتًا بعبور بعض النازحين شمالًا. اغتنمت غادة الفرصة، ونجحت في الوصول إلى منزل عائلتها الذي دُمّر جزئيًا. وهناك، التقت مجددًا بابنتيها بعد فراق استمر 16 شهرًا.

“احتضنتهما، ولم أعرف إن كنت أحلم أم أعيش الحقيقة”. هكذا وصفت اللحظة في رسالة صوتية أرسلتها إلى “شبيغل”.

لكن لحظة الفرح تلك لم تدم طويلاً. فمع بداية شهر مارس، استُؤنفت العمليات العسكرية على مناطق الشمال، وعادت غزة إلى ظلام دامس، لا كهرباء، لا إمدادات، لا غذاء. ومع انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، بدأت المجاعة تضرب السكان بقسوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى