الرئسيةمجتمع

فعل إجرامي يُربك حركة القطارات بين مراكش وطنجة

شهد الخط السككي الرابط بين مدينتي مراكش وطنجة، مساء أول أمس الثلاثاء 5 غشت الجاري، حادثًا خطيرًا إثر اصطدام قطار بعوائق وُضعت عمدًا فوق السكة الحديدية على مستوى جماعة سيدي بوعثمان بإقليم فعل إجرامي يُربك حركة القطارات بين مراكش وطنجة..
.

لم يخلف الحادث ضحايا، لكنه كشف حجم المخاطر المحدقة بسلامة المسافرين، وطرح تساؤلات مقلقة حول خلفيات الفعل الإجرامي ودرجة اليقظة الأمنية في مثل هذه النقاط السوداء.

قنينات مملوءة بالحجارة.. عبث طفولي أم نية تخريبية؟

تؤكد المعطيات الأولية أن الجهة أو الجهات المجهولة التي تقف وراء هذا الحادث لجأت إلى وسيلة بدائية لكنها شديدة الخطورة، عبر وضع قنينات بلاستيكية مملوءة بالحجارة مباشرة على السكة، فيما يبدو في ظاهره تصرفا عابث غير محسوب العواقب، لكنه في جوهره يرقى إلى مستوى الجريمة الكاملة، بالنظر إلى التهديد المباشر الذي شكله على أرواح الركاب وسلامة القطار.

أدى الارتطام القوي بتلك العوائق إلى توقف مفاجئ لعربات القطار، و تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي داخل القاطرة، مما تسبب في حالة من الهلع وسط الركاب، خاصة في ظل غياب أي توضيحات فورية بشأن ما جرى.. فالظلمة داخلية، والتوقف المفاجئ، والارتجاج القوي… كلها عناصر زادت من منسوب الخوف والارتباك، وعمّقت الإحساس بانعدام الأمان.

استجابة فورية من المكتب الوطني للسكك الحديدية

وفي إطار التفاعل مع الواقعة، اضطرالمكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى توقيف القطار لمدة طويلة قصد القيام بمعاينات تقنية دقيقة على مستوى السكة والمقطورات، والتأكد من سلامة المسار قبل استئناف الرحلة.

تسبب هذا التوقف المؤقت، ورغم كونه احترازيًا ومطلوبًا في مثل هذه الحالات، في تأخير المسافرين وأثار موجة من التساؤلات حول الإجراءات الوقائية الممكنة لتفادي مثل هذه الاختراقات مستقبلاً.

الدرك الملكي يدخل على الخط.. والتحقيقات متواصلة

انتقلت عناصر الدرك الملكي بمجرد التوصل بالإشعار، إلى عين المكان، حيث باشرت إجراءات تأمين محيط السكة الحديدية والاطمئنان على الركاب، بالتوازي مع فتح تحقيق رسمي لتحديد هوية المتورطين في هذا الفعل الإجرامي الخطير.

ووفق مصادر محلية، يجري التحقق من وجود كاميرات مراقبة في المحيط، والاستماع لشهادات الركاب والعاملين بالقطار، مع ترجيح أن تكون الجهة التي تقف وراء هذا الحادث من سكان المناطق المجاورة، ما يعزز فرضية التخريب المحلي الممنهج أو التهور الفردي الذي قد تكون له خلفيات أكثر تعقيدًا.

حادث عابر أم إنذار أمني؟

و بالرغم من كون الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية جسيمة، إلا أن دلالاته عميقة وخطيرة.. فاستهداف سكة حديدية تمر عليها يوميًا آلاف الأرواح ليس مجرد “شغب”، بل سلوك إجرامي متكامل الأركان يستدعي مراجعة شاملة لمستوى التأمين والمراقبة عبر المسارات السككية، خاصة في المناطق التي تشهد فراغًا أمنيًا أو تفتقر للتغطية الكافية بالكاميرات والدوريات.

الخطير في الأمر ليس فقط في وقوع الحادث، بل في احتمال تكراره أو تصعيده بأساليب أكثر تدميرًا، ما لم تتم مواجهة مثل هذه الأفعال بحزم قانوني وأمني، وتفعيل المساءلة الحقيقية لردع كل من تسوّل له نفسه العبث بسلامة المغاربة ومرافقهم الحيوية.

بين التحقيق والمحاسبة… يقظة مطلوبة قبل أن تقع الكارثة

حادث قطار سيدي بوعثمان ليس مجرد واقعة عابرة في سجل حوادث السير، بل هو مؤشر خطير على هشاشة بعض نقاط المراقبة بالخطوط السككية الوطنية، والمطلوب اليوم ليس فقط الوصول إلى الجناة ومحاسبتهم، بل إطلاق مراجعة شاملة لمنظومة الحماية وتأمين السكك الحديدية ضد التهديدات، سواء كانت مدبرة أو وليدة تهور فردي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى