بمشاعر القلق العميق والتضامن الإنساني والرفاقي، نتابع الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها المناضل التقدمي، القومي والأممي سيون أسيدون، أحد الوجوه البارزة في مسار النضال من أجل الحق والحرية والكرامة.
منذ شبابه، كان سيون في طليعة من أسسوا الحلقات الأولى لليسار الجديد في المغرب، وواجه ضريبة ذلك بكل شجاعة، حيث ذاق مرارة الاعتقال خلال سنوات الرصاص، لكنه لم يتراجع، ولم يساوم. بقي صلبا، وفيا للمبدأ، ثابتا على طريق النضال من أجل مغرب حر، ومن أجل فلسطين محررة من الاحتلال والاستعمار الصهيوني.
مناضل لا يشبه الا نفسه
هو مناضل لا يشبه إلا نفسه، صادق، شجاع، عنيد في وجه الظلم، ولا يتوانى عن رفع صوته دفاعا عن المظلومين. لا تكتمل صورة النضال المغربي والفلسطيني من دون استحضار اسمه، وصورته التي لا تفارقها الكوفية الفلسطينية، رمز التزامه العميق.
سيون هو أيضا صديق زوجي، ورفيق دربه في محطات عديدة، من بيروت إلى المغرب، حيث جمعتهما لقاءات نضالية وإنسانية متكررة. التقيا أكثر من مرة في بيروت، وهناك نسجت بينهما علاقة وطيدة، امتدت عبر الزمن والمسافة، وظلت قائمة على الاحترام المتبادل والوفاء المشترك لقضايا كبرى.
ولعل هذا الارتباط هو ما جعله يتحمل عناء السفر الطويل ليكون حاضرا معنا في أربعينية رفيقنا العزيز الغالي أمل حجي، حيث ألقى شهادة مؤثرة، صادقة، مفعمة بالوفاء، في حق مناضل عاش مثله من أجل قضية ومبدأ.
كوفيتك التي لا تفارقك، ضروري لنا، وللأمل في عالم أكثر عدلا وإنصافا
كان آخر لقاء بيني وبينه خلال المظاهرة المليونية تضامنا مع شعب فلسطين، وغزة بالخصوص. بعد انتهاء المسيرة، جلسنا معا في مقهى، وكان حديثنا أقرب وأعمق، مليئا بالإحساس بوجع العالم، لكن أيضا بالأمل الذي به نعيش وبه نحيا.
إلى سيون، المناضل الذي لا يلين، أقول لك، كل الأمنيات بالشفاء العاجل، وبتمام العافية وطول العمر. حضورك في ساحتنا، بصوتك الحر، وكوفيتك التي لا تفارقك، ضروري لنا، وللأمل في عالم أكثر عدلا وإنصافا.
كل التضامن، كل المحبة، وكل الدعاء لك رفيقنا العزيز، سيون أسيدون.