اقتصادالرئسية

سياحة الشواطئ بالمغرب..إقبال كبير خلال فصل الصيف

الأناضول/ تشهد السياحة في شواطئ المغرب إقبالا كبيرا خلال فصل الصيف، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما أنها تمتد على طول 3500 كيلومتر، وتتمتع بجمال ومزايا تجذب الزوار الباحثين عن الراحة والاستجمام.

وتطل تلك الشواطئ على البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي، ما يجعلها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية.

وتتمتع شواطئ المغرب بمؤهلات سياحية كبيرة تستقطب الزوار، كما أنها تضم عشرات المدن الساحلية، مثل أكادير، وطنجة والسعيدية وتطوان، والصويرة والجديدة .

وأعلنت وزارة السياحة المغربية في 7 غشت الجاري، في بيان، أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا البلاد خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الحالي بلغ نحو 11.6 مليون.

ولفتت الوزارة إلى أن “هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 16 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024”.

القرب من أوروبا

وتعقيبا على تلك الأرقام، يرى الباحث المغربي في القطاع السياحي الزبير بوحوت في حديث مع الأناضول، أن “السياحة الشاطئية ركن أساسي من أركان السياحة، بسبب الإقبال الكثيف للزوار، لا سيما بالصيف”.

ودعا بوحوت إلى “تطوير هذا المعلم السياحي من أجل الاستفادة من زخمه، وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة عبر تشييد محطات شاطئية كبرى، فضلا عن ضرورة استغلال قرب المغرب من أوروبا التي تعتبر أكبر خزان للسياحة في العالم”.

وأشار إلى أن “الدول التي تستقطب الكثير من السياح مثل إسبانيا أو تركيا، تعتمد بشكل كبير على السياحة الشاطئية، بالإضافة إلى مصر التي طورت منتجعات سياحية كبيرة، لأن فترة الصيف تتميز بأطول عطلة سنوية، وتتيح للأسر السفر مع أبنائها”.

وعن مواسم السياحة، تابع الباحث المغربي: “يحاول الزوار الحصول على الإجازات في شهري يوليوز وغشت  من أجل السفر العائلي”.

وأكد بوحوت على أهمية هذه الفترة، بأنها تأتي “بعد مضي سنة من التعب والكد والجهد، ورغبة الأفراد بالاستراحة خلال الصيف”.

ويمكن للسائح الاستمتاع بمنظر الدلافين، التي تطل بين الفينة والأخرى على الشواطئ بالمغرب، إذ يترقب الزوار ظهورها في أي لحظة، فضلا عن نشاطات رياضية تزيد من إقبال السياح.

كما تتيح تلك الشواطئ للناظرين، فرصة التمتع بمنظر الخلجان البحرية والنتوءات الصخرية، ولقاء مياه الأنهار العذبة بمياه البحر المالحة، وهي تجربة فريدة متوفرة في مختلف سواحل المغرب الجميلة وموانئه.

تطوير السياحة

وفيما يتعلق بالسياحة في بلاده، قال بوحوت، إن المملكة “تهتم كثيرا بالسياحة الثقافية، التي تعنى بالأماكن الثقافية والتراث والقصبات”.

وأضاف أن “أرقام السياحة الشاطئية ورغم الإقبال الملحوظ، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب”.

وأشار إلى أن المغرب “يحاول تطوير هذا القطاع، واللحاق بركب الوجهات الكبرى المتطورة في هذا المجال، والتي أعطت أهمية للسياحة البحر”.

ودعا الباحث المغربي إلى “تطوير السياحة الشاطئية بالنظر إلى مقومات البلاد في هذا الصدد، وبالنظر إلى أهمية هذا المنتوج السياحي”.

وأضاف: “البلاد بحاجة لتطوير هذا النوع من السياحة، خاصة أنها تتوفر على 3500 كيلو مترا من الشواطئ”.

 الحاجة لمنتجعات

ويحتاج المغرب، وفق بوحوت “ما بين 6 أو 8 محطات (منتجعات) شاطئية قوية بسعة متطورة تتسع لنحو 60 ألف سرير، لأن المنعشين الكبار في القطاع، خاصة الألمان، يبحثون عن محطات قوية تتسم بعرض كبير وتنوع وتنشيط، وهذا لن يتأتى إلا بوجود محطات بهذه السعة”.

وشدد بوحوت على “ضرورة تطوير السياحة من أجل الاستفادة من زخم هذا المعلم السياحي، وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة عبر تشييد محطات شاطئية كبرى”.

ومتحدثا عن بعض المنتجعات الشاطئية، قال الباحث المغربي، إنها “تسجل أرقاما مهمة، مثل محطة تغازوت (قرب مدينة أكادير وسط البلاد)، قياسا مع محطة السعيدية  التي شهدت تذبذبا في الأرقام (دون تحديدها)”.

كما رجح “أن تسجل محطات أخرى أرقاما كبيرة، مثل محطة الصويرة  التي رصدت لها الحكومة 5 مليارات درهم (500 ألف دولار)، ما سيساهم في استقطاب المزيد من السياح”.

وبحسب الباحث المغربي، فإن الداخلة (جنوب) “تتوفر على محيط وخليج كبير، لكنها معروفة فقط بالرياضات البحرية، حيث تستقبل محترفي وهواة ومحبي هذه الرياضات”.

ولتطوير واقع السياحة، لفت بوحوت إلى “ضرورة استقطاب مستثمرين في السياحة الشاطئية، والاستفادة من ميثاق الاستثمار (برنامج حكومي) الذي يوفر نحو 30 بالمئة من حجم الاستثمار لفائدة المستثمرين”.

وشدد على أهمية “توفير العقار الموجه للاستثمار في القطاع السياحي بأسعار مناسبة”.

كما دعا إلى “استغلال قرب المغرب من أوروبا، وذلك من خلال تشييد 3 محطات سياحية على البحر الأبيض المتوسط، و6 محطات على المحيط الأطلسي”.

وأكد أن “هناك مدنا كبيرة توجد على الواجهة الأطلسية، وتمتلك إمكانيات لاستقطاب سياح بشكل كبير”.

ومثلت السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في المملكة خلال 2024، بعد تحويلات المغتربين.

وخلال 2024، نجحت البلاد في استقطاب 17.4 ملايين سائح، بزيادة 20 بالمئة مقارنة بـ2023، لتتصدر المملكة الوجهات السياحية في إفريقيا خلال العام الماضي، وفق بيانات رسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى