سياسةفكر .. تنوير

العروي: كل الإشكالات التي ولدت بما فيها العالم الافتراضي ولدت في إطار الدولة الوطنية وليس خارجها

قال عبدالله العروي إننا نلاحظ اليوم أن الدولة القومية لم تعد مقنعة، وأن الدولة الوطنية لم تعد مجدية، ومن هنا نطرح السؤال المقلق، ما البديل، هل  لا دولة، أم الدولة الأممية التي تخيلها فلاسفة القرن الثامن عشر الأوربي.

وأضاف المتحدث ذاته،  خلال افتتاح كرسي عبد الله العروي للترجمة والتأويل، أمس  الأربعاء، المنظم من قبل جامعة محمد الخامس وبتنسيق مع معهد العالم العربي بباريس، أننا نلاحظ اليوم أن الأمية الرقمية قد تكون أسوء من الأمية الحرفية، لكن ما الفرق ما العلاقة بين الحالتين، هل محو الأمية الرقمية يعفي من محو الثانية، أم بالعكس معنى الثانية هو شرط لمحو الأولى، الجواب ليس سهلا ولا بينا ولا يكفي فيه استشارة المتخصصين .

وأوضح العروي، أن هدا الواقع الافتراضي الذي يغشانا اليوم ويذهلنا، هل هو من نتائج العلم العقلاني التجريبي، ام هو من عمل سحرة موسى، موضحا أن  المتوهم هو أنه غير معقول، مستدركا في السياق السجالي الذي يميز محاضرات العروي  بسؤال هل المعنى  أن المجتمع غير الحداثي يستطيع أن يتصور واقعا افتراضيا، مذكرا أن المجتمع غير الحداثي أنشأ في الماضي وتلقائيا  قصص السحر و المغامرات ورسم عوالم الغرائب والعجائب، لكنه تحت ظل الحداثة لم يبدع قصص الخيال العلمي، لا خلاف إذا بأن إشكاليات اليوم ليست إشكاليات القرن الماضي، وهذه النقطة هي التي يجب أن تناقش ومن عدة أوجه.

وأضاف العروي، أن  لا خلاف أيضا في أن هذه الإشكاليات الجديدة التي تواجهنا اليوم تولدت في إطار معروف هو إطار الدولة الوطنية والإنتاج الصناعي والعقلانية الواقعية، فلا يتصور أن تدرس وتفهم  وأن تعالج في إطار عتيق، إطار اللادولة وفي إطار العمران البدوي، أو في إطار الأمور الغيبية بعبارة ابن خلدون.

في نفس السياق، ذهب العروي لمسألة معاني السؤال بقوله، كل إشكال يطرح  في نطاق أين ومتى، وهذا ما حاولت أن أوضحه في كتاب ما بين الفلسفة والتاريخ،  الذي حررته بالفرنسية، وهو ما ترجمه عربيا  عبدالسلام بن عبد العالي،  لقد مارست الترجمة وأعرف تماما مزالقها ومكامنها، وفيما أعلم على المترجم أن لا يقحم ذاته فيما يترجم، وأن يظل وفيا قدر المستطاع لأسلوب المؤلف، ويؤدي المعنى كما جاء في النص، لكن أنا حين أترجم نصا أشعر بما لا يشعر به غيري، يقول العروي، غالبا يضيف، أستعيد الفكرة التي أردت التعبير عنها بالفرنسية ثم أحاول أن أعبر عنها بالعربية لأكتشف أن العبارتين تختلفان.

في نفس السياق، ذكر العروي، أنه لكي تكون الترجمة مفيدة، ينبغي أن نقتنع أنها عملية مستمرة، بدليل أنه لا يمر في الغرب بضع سنين، دون أن تصدر ترجمة جديدة لأرسطو أو لغيره من كبار المفكرين الكبار، بل الذي يحدث أنه تشيد فلسفات جديدة على إثر ترجمة مفردة أو مجموعة من المفردات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى