كورونا: الإدارة المغربية ليس لها رصيد في ميدان التواصل والمشكل بنيوي وعندو تاريخ
أفضل تواصل الدكتور الايوبي، لأن له قدرة تواصلية متميزة ويبعث أكثر على الثقة، لكنني أفضل ان ينشغل بالعمل الميداني لمحاصرة الوباء والتكفل بالمصابين وحل المشاكل التي لابد أن تطرا في كل وقت وحين في الظروف الطارئة التي وجدت نظامنا الصحي في الوضع الذي يعرفه الجميع، فمسؤوليته الميدانية باعتباره مديرا للمديرية الاساسية المكلففة بالتصدي للوباء وتبعاته الصحية اهم واجدى.
نعم التواصل مهم مع غير المصابين الخائفين والمتهاونين وغيرهم ويستدعي تعبئة من هم قادرين على الإقناع الآن، لكننا نعرف، نحن الذين مارسنا الصحافة أو الاتصال المؤسساتي، أن الإدارة المغربية ليس لها رصيد في هذا الميدان، وأن عددا من الإداريين حاربوا بقوة وشراسة التأسيس لاتصال مؤسساتي بقواعد مهنية وعلمية، واعتبروه عملا إداريا روتينيا يمكن أن يسند لمن هب ودب في كثير من الأحيان، وفي كثير من الأحيان أيضا كان عتاة الإدارة يحاربون أي تواصل خوفا من أن يفتضح أمر الفساد أو العبث وإهدار المال العام فيما لاطائل من ورائه، وكانوا يكرهون الصحافة والصحافيين، إلا الفئة التافهة التي يمكن لهم شراؤها وتسخيرها للإشهار الكاذب أو لتصفية الحسابات داخل الإدارات. وزارة الصحة لم تخرج عن هذه القاعدة طيلة عقود ماضية.
أما الوزراء، فانهم غالبا ما يسندون مهمة التواصل لزبناء حزبيين أو أفرادا من العائلة أو ماشابه ذلك للحصول على التعويضات وليس للقيام بمهمة
وفي حالات كثيرة كانت مهمات المكلفين بالتواصل ذات معنى اخر لا يفهمه الا الضالعون في الفساد. وحتى لما يحاول فرد، له تكوين مناسب او مؤهلات، القيام بدوره في ديوان الوزير بالطرق الحديثة، فانه يجد نفسه امام ادارة تبدل قصارى جهدها لمحاصرته. ومن يعرف الادارة المغربية يعرف ايضا ان الوزير نفسه يجد صعوبة في الوصول الى المعلومات التي تتوفر عليها وفي الفرز بين الصحيح والمختلق والكاذب في تقاريرها.
هدشي ما غاديش يتغير بين عشية وضحاها، فالمشكل بنيوي.