بأقل الكلمات من صحافي..إنها البداية لجزء جديد من مسلسل تراجعي قديم ورحم الله الثور الأبيض..
قرر عدد من العاملين في الصحافة المغربية، منذ زمن، ان لا يشغلوا انفسهم بقضايا الحريات _بما فيها حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر_ مقابل إنكبابهم على مهمة الإخبار وتقديم النشرات والحوار… الخ. مهام يؤدونها باستقامة بعيدا عن “صداع الراس”.
من ضمن هؤلاء من استثمر “نضاليته المكبوتة” في عمل نبيل تجلى في الانخراط النقابي الخبزي للدفاع، بشرف، عن الشغيلة داخل الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزية وخاض معارك حول الترقيات والتنقيلات وساعات العمل، في حدود محتشمة يكفلها ظهير الحريات العامة لسنة 1958، فوجدوا أنفسهم في الشارع بعد قرارات تأديبية جائرة.
أعتقد أنها البداية لجزء جديد من مسلسل تراجعي قديم نعيش حلقاته الأولى بعدما ربح المتسلطون معركة إخراس صوت الصف الأول من الصحافيين الذين عبروا عن رأيهم في الحياة العامة بشجاعة واشتغلوا بأمانة من اجل بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون.
نترحم، إذن، على الروح الطاهرة للثور الأبيض ونعلن تضامننا مع الثور الرمادي ونضع ايدينا على قلوبنا خوفا على مستقبل الثور الأسود الذي سيذبح متى لم يكتب مقالاته التشهيرية بمداد الإساءة المطلوب.