حول العالمدابا tvذاكرة

للذكرى: وعد بلفور وقصة شعب فلسطين وتهجيره (مع فيديو)

قبل أكثر من 100 عام، وتحديداً في الثاني من (نوفمبر) عام 1917، قرر وزير الخارجية البريطاني “آرثر جيمس بلفور” التوقيع على وثيقة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وجاء في نص الوثيقة/الرسالة أنّ “حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب إلىهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية بشكل واضح على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح”.

وأصبح صدور هذا الوعد لحظة غضب ممتدة يعبّر عنها الفلسطينيون والجماهير في الدول العربية والعالم لإقامة الاحتجاجات والمظاهرات المنددة به؛ حيث كان لهذا الحدث المأساوي الأثر والدور الرئيسي في اغتصاب إسرائيل، أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم منها، وبات يطلق على هذا الوعد مسميات عدة منها؛ الوعد المشؤوم  ، ووعد من لا يملك لمن لا يستحق.

نص وعد بلفور

تسهيل الهجرة اليهودية لفلسطين

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، ناجي سابا، يقول لـ “حفريات” إنّ “الصهيونية العالمية كان لها الأثر الكبير في إعلان وعد بلفور المشؤوم وذلك من خلال عقدها مؤتمر بازل في سويسرا في 29 غشت 1897، بقيادة هيرتزل، والذي وعد اليهود بإيجاد وطن قومي لهم في فلسطين، ليفتح ذلك باب الأمل والطموح لدى الأقلية اليهودية خلال القرن 19 بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين بدعم وتواطؤ بريطاني، ما سهّل لليهود تحقيق هذا الحلم”.

ويضيف “بعد إعلان بلفور وعده قامت بريطانيا بتسهيل  الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية يهودية في فلسطين لدعم هذه العصابات  ، والذي سبقه قبل ذلك إعداد اللورد شافتسبري خلال مؤتمر الدول الأوروبية في لندن خلال العام 1840، خطة تشمل توطين الجماعات اليهودية بداخل فلسطين وقال لفظه الشهير آنذاك (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، مستغلين في ذلك الوقت ضعف الدولة العثمانية، والتي كان يطلق عليها في ذلك الوقت الرجل المريض”.

ويردف أستاذ العلوم السياسية: “وعد بلفور سبقه عدة مشروعات كان لها دور محوري في استمرار زحف الخطر الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان لمعاهدة سايكس بيكو  وسان ريمون في الفترة ما بين عام 1916 إلى 1920، دور في تقسيم الدول العربية إلى كيانات هزيلة، بعد أن جرى تقسيم الأراضي العربية التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية  آنذلك، وتم استعمار معظم دول شمال أفريقيا من قبل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في الفترة من العام 1830 إلى 1898”.

عملت العصابات الصهيونية على ترويع الفلسطينيين وقتلهم وتهجيرهم

 

تقسيم فلسطين
وفي العام 1947، يتابع سابا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم (383) الذي قام بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وأبقي على القدس خاضعة تحت الإدارة الدولية كونها منطقة متنازعاً عليها بين المسلمين واليهود، وحصلت العصابات الصهيونية على أكثر من 61% من مساحة فلسطين التاريخية ليعيش فيها 114 ألف يهودي في ذلك الوقت، في حين يبقى أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في 39 في المائة من المساحة المتبقية، والتي شهدت أيضاً قيام المجموعات الصهيونية بملاحقتهم بداخلها وطرد مجموعات كبيرة منهم إلى خارجها”.

سبعون عاماً مرت على النكبة والفلسطينيون يحلمون بالعودة

 

وبعد إصدار الأمم المتحدة قرار التقسيم، اندلعت حالة من الغضب والمعارضة الكبيرة لدى بعض الدول العربية، التي قامت بشنّ هجوم واسع على المليشيات الصهيونية   في (مايو) العام 1948 لطردهم من داخل فلسطين؛ حيث ردت خلالها العصابات الصهيونية بأبشع المجازر، التي كان من بينها مذبحة دير ياسين في 9 (أبريل) عام 1948، ما دفع الكثير من الفلسطينيين لترك قراهم خوفاً من بطش الجماعات الصهيونية، بعد أن انتشر صدى هذه المجزرة بين الفلسطينيين في القرى والتجمعات السكانية، كما يذكر سابا، الذي يضيف: بعد قرار بريطانيا الانسحاب من فلسطين، فتح ذلك المجال أمام ديفيد بن غوريون لإعلان قرار التقسيم وإقامة الدولة إلىهودية، وقد دفع هذه القرار الدول العربية الدخول بحرب استنزاف إلى جانب الفلسطينيين ضد العصابات الصهيونية، والتي أدت إلى انهزام الجيوش العربية لنقص العتاد العسكري، وقلة الخبرة التي كانت تتمتع بها هذه الجيوش، على غرار العصابات الصهيونية التي كانت تتزود بالأسلحة المتطورة وتضم أكثر من 20 ألف مقاتل”.

https://www.youtube.com/watch?v=jL8ieGH7VBA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى