نقاد اعتبروه مسلسلا مهللا دون هوية فنية أو تاريخية مهزلة ترتكب في حق تاريخ المغرب والمغاربة..”فتح الأندلس” “غير مرحب به”
المخرج عبد الإله الجواهري: "مسلسل مهلهل دون هوية فنية أو تاريخية بشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع ممثلون تائهون بسبب إدارة مخرج مبتدئ (...) الجمهور المغربي ليس بحاجة لمن يقدم له تاريخه، لأنه يعرف تاريخ بلاده جيداً ويعرف كيف فتحت الأندلس ومن فتحها"
أثار مسلسل “فتح الأندلس” جدلا واسعا من طرف المتتبعين المغاربة، لما اعتبروه أخطاء تاريخية تضمنها تشوه وتطمس تاريخ المغاربة وإسهامهم في فتح تلك البلاد.
ويعتبر المسلسل الدراما التاريخية الوحيدة التي تحكي عن حقبة فتح الأندلس، أو هكذا على الأقل قدم المنتج والمخرج الكويتي محمد العنزي عمله الجديد “فتح الأندلس” الذي يعرض على الشاشات العربية خلال شهر رمضان الجاري. وفيه رواية عن شخصية طارق بن زياد، وأحداث فتحه سبتة ومنها إلى الأندلس، و تفاصيل العمليات التّي قادها طارق بن زياد من شمال إفريقيا، وبالضبط من مدينة طنجة، للوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وحديث عن حقبة تاريخية مهمة ، انتهت لتأسيس دولة الأندلس التي دامت أكثر من 8 قرون.
واعتبرت الكثير من الانتقادات من طرف مشاهدين مغاربة على وجه التحديد، أن هذا المسلسل يعمد إلى طمس الهوية الأمازيغية المغربية لشخصية طارق بن زياد. بل إن البعض قدم هذه الانتقادات و الجدل بأنها ليست بالجديد حول ذات المسلسل، فحتى قبل عرضه كان موضوع عاصفة مزايدات تاريخية بين رواد وسائل التواصل المغاربة والجزائريين.
وكتب المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجواهري عبر صفحته على الفايسبوك تعليقا على المسلسل أكد فيه أنه: “مسلسل مهلهل، دون هوية فنية أو تاريخية. بشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع، ممثلون تائهون بسبب إدارة مخرج مبتدئ (…) الجمهور المغربي ليس بحاجة لمن يقدم له تاريخه، لأنه يعرف تاريخ بلاده جيداً، ويعرف كيف فتحت الأندلس ومن فتحها”، في حين أكد المؤرخ عبد الوهاب الدبيش، أنه إذ ثبتت صحة الادعاءات التي طالت العمل الدرامي بشأن تضمنه لخروقات تاريخية، ينبغي شن حملات إعلامية ضده، تقضي بتوقيف عرضه.
في السياق ذاته، كتب الناشط التربوي عبد الوهاب السحيمي: “لم أفهم أبداً أن يتم السماح لمسلسل يحمل اسم “فتح الاندلس” بأن يمر على قناة رسمية مغربية. مسلسل كله تزوير وكذب وافتراء على التاريخ. متى كانت طنجة والمغرب مجرد ولاية تابعة لحكام الشرق؟ هذا العمل البئيس احتقار للمغرب ولتاريخ المغرب ولكل ما قام به رجالات هذا البلد. يجب وقف هذه المهزلة وهذه الجريمة التي ترتكب في هذا المسلسل في حق تاريخ المغرب والمغاربة”.
وفي تدوينة أخرى، الإعلامي والشاعر المغربي محمد بلمو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكد فيها أنه و «من حلقته الأولى، بدا مسلسل (فتح الأندلس) الذي تبثه القناة المغربية الأولى، مجرد محاولة فاشلة لملء فراغ تاريخي تعانيه بلادنا على المستوى الدرامي» ، مشيرا أنه «ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ كما يقال، فهاهي القناة الأولى تعذبنا بمنتج رديء لا هو بتاريخ الأندلس ولا هو بمواصفات المسلسل التلفزيوني الدرامي الجيد».
وختم بلمو تدوينته قائلا «وعوض ان تركز هذه القنوات المغربية على الانتاج الدرامي التاريخي بإمكانيات المغاربة ما دام الأمر يتعلق بتاريخهم، ها هي تقدم لنا ما ليس بدراما ولا بتاريخ».
وكان المخرج الكويتي محمد العنزي، قال عن دوافع إنتاجه وإخراجه للمسلسل، ، إن “أسباباً عديدة دفعتني إلى إخراج هذا العمل أبرزها قيمة تاريخ الأندلس الزاهر والثري جداً من جوانب عديدة كالجمال البصري والدرامي والتاريخي والإنساني كونها حضارة ضخمة وكبيرة لها ارتباط بنا كعرب ومسلمين وهذا سبب توجهي إلى تقديم عمل درامي يصور كيف بدأت الحضارة في الأندلس لتنير العالم علماً ومعرفة وجمالاً”.
يحكي المسلسل من وجهة كتابه قصة القائد الإسلامي طارق بن زياد خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس أثناء ولاية موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية، مستعرضًا الصعوبات والمعوقات الذي واجهها لتحقيق هذا الفتح ضمن فترة التحضير لعبور البحر من أجل فتح الأندلس، ضمن الفترة التاريخية الواقعة بين (89هـ وحتى 96هـ / 709م وحتى 715م)
جدير بالذكر، أن المسلسل قام بتأليفه ستة كتّاب وهم: أبو المكارم محمد، صالح السلفي، صابر أحمد، محمد اليساري، مدين الرشيدي، إبراهيم كوكي. ومن إخراج محمد سامي العنزي، وإنتاج شركة المها للإنتاج الفني، ويتألّف من 30 حلقة ويضم أكثر من 250 ممثلًا وممثلة من جميع الدول العربية.