الرئسيةحوارات

تقرير إخباري مفصل: تصاعد المقاومة الفلسطينية بالعمق الإسرائيلي وعملية “ديزنغوف”تسفر عن مقتل إسرائيليَّيْن وإصابة 16 آخرين بوسط تل أبيب

أفاد شهود عيان في الموقع مساء أمس بأنّهم سمعوا طلقات نارية وعاينوا مشاهد فوضى وسط مدينة تل أبيب حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها عزّزت انتشارها

وكالات و أ ف ب/ قُتِل إسرائيليان وأُصيب 16 آخرون بجروح متفاوتة، جرّاء تعرّضهم لعمليّة إطلاق نار في وقت متأخر من مساء أمس.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مدير مستشفى ايخيلوف في تل أبيب روني غامزو: “لقد تلقّينا العديد من المصابين بجروح بالغة مختلفة، غالبيتها في الصدر والبطن وبعضها في الوجه… لسوء الحظ توفي اثنان منهم ونبذل قصارى جهدنا لإنقاذ أرواح” آخرين.

وأفاد شهود عيان في الموقع مساء أمس بأنّهم سمعوا طلقات نارية وعاينوا مشاهد فوضى وسط مدينة تل أبيب حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها عزّزت انتشارها.

وفي هذا الصدد، نقل “واينت”، الموقع الإخباري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن شاهد عيان، قوله: “كنا نجلس في حانة، وفجأة سمعنا خمس طلقات نارية، وبدأ كل الناس يركضون نحو المخزن (مخزن المكان الذي كانوا فيه)”.

وأضاف شاهد العيان ذاته: “لكنني استدرت لألقي نظرة، ورأيت رجلاً يرتدي خوذة، ومعطفاً أسود، يطلق النار في الداخل (داخل الحانة)، ثمّ رأيناه (المنفذ) يصعد إلى أحد المباني، وبعد عشر دقائق وصلت القوات الأمنية”.

وأفادت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن المنفّذ، وبعيد إطلاق النار الذي نفّذه في “ديزنغوف”، واصل طريقه إلى شارع قريب من المكان، حيث حاول إطلاق النار على شخص آخر، لكن دون أن يفلِح في ذلك.

فيما نقلت القناة الإسرائيلية 13 عن إحدى ساكنات المنطقة، قولها: “أنا أعيش بالقرب من ديزنغوف، وسمعت طلقات نارية”، مؤكدة أن إطلاق النار استمرّ “نحو أربع – خمس دقائق”، مضيفة: “سمعت الناس يصرخون، ويركضون، وسمعت الصفارات (الصادرة عن مركبات الأمن التي وصلت للمكان)، والمزيد من الطلقات”.

وقال بنيامين بلوم الذي يعمل في مطعم قريب من مكان الهجوم: “إنها أجواء حرب وعناصر الجيش والشرطة في كل مكان… لقد فتّشوا المطعم في حين كان أشخاص يبكون ويركضون في كلّ الاتجاهات”.

وقالت بريندا إرليش (31 عاماً) من حي حولون الواقع في ضاحية تل أبيب لوكالة فرانس برس إنها سمعت بالهجوم بينما كانت تستقلّ حافلة متوجهة إلى المدينة للاحتفال بعيد ميلاد صديق لها.

وعلى الإثر جلست المجموعة في مكان مغلق، وقالت إيرليش إنها شعرت “بالاستنفار” بينما كانت الشرطة تبحث عن المشتبه بهم.

وأضافت: “أشعر بالاستنفار. أشعر بأنني بحاجة إلى النظر في جميع الاتجاهات حتى لا أفاجأ. كنّا نفكر في العودة إلى المنزل، لكن الأمر يبدو خطراً بعض الشيء، لذا قد نبقى بالداخل في تل أبيب قبل أن نعود إلى المنزل”.

ودعت القوات الأمنية في بيان السكان إلى عدم الخروج من منازلهم تجنّباً لتعرّضهم لإطلاق نار.

وقالت الشرطة في بيان إنّ “الشرطة تدعو الناس إلى التزام بيوتهم والسماح للقوات بالتعامل مع الحادث الذي لا يزال مستمراً من أجل تحديد مكان المشتبه بهم”.

وأكد البيان أنّ “مئات من عناصر الشرطة القتالية والقوات الأخرى تجري عمليات بحث مكثفة داخل المجمّع وحوله” حيث وقع الهجوم.

كما دعت قوات الأمن حشداً فضولياً إلى مغادرة مكان الهجوم والعودة إلى منازلهم.

وبعيْد تنفيذ العملية، قال متحدّث باسم الشرطة الإسرائيلية في تصريحات أدلى بها لهيئة البثّ الإسرائيلي العامة (“كان 11”)، إنّ “شخصا أو أكثر” نفّذوا العملية، لافتاً إلى أن البحث جارٍ عن آخرين، وبعد ذلك أعلنت الشرطة أن المنفّذ شخص واحد، وقد فرّ من مكان تنفيذ العملية.

كما أعطت الشرطة مواصفات المنفّذ، وما الذي كان يرتديه من ملابس، مطالِبة المواطنين، بأن يلتزموا منازلهم وأن “يكونوا يقظين”.

وذكرت الشرطة أن نحو ألف عنصر أمن، ينتشرون في مكان ومحيط عملية إطلاق النار، في حين استُدعيَت إلى مكان العملية، قوات نخبة راجلة في الجيش الإسرائيلي، في مسعى للبحث عن المنفّذ.

وتمركزت كذلك قوات من الجيش عند دوار الساعة في يافا، حيث أقيم حاجز تفتيشي لكل الخارجين من المدينة. كما نصبت الشرطة حواجزَ وأغلقت شارع 4، بالقرب من وادي عارة.

وأوقفت الشرطة، المواصلات العامة في الشارع الذي شهد عملية إطلاق النار، وفي شوارع المدينة التي تتقاطع معه. كما أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية، عن إيقاف خدمة النقل العام وسط المدينة، بشكل كليّ.

وذكرت تقارير أنّ الشرطة أغلقت مخارج تل أبيب كذلك، في ما يشير إلى تحسّب أجهزة الأمن الإسرائيلية، من احتمال فرار المنفّذ خارج المدينة.

وحاصرت القوات الأمنية الإسرائيلية، مبنى سكنياً قريباً من المكان، ومنعت الموجودين وبضمنهم الصحافيون كذلك، من الدخول أو الاقتراب حتّى للمبنى، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، باحتمال أن يكون المنفّذ في المبنى، ولاحقاً نفت التصريحات الصادرة عن الشرطة الإسرائيلية، بأن يكون المنفّذ هناك، موضحة أنهّ فرّ من المكان.

في السياق، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مشاورات أمنية و”تلقى تحديثات بشأن التطورات”، عُرِض خلالها تسلسل الأحداث في العملية، والجهود المبذولة حالياً لتحديد مكان منفّذ العملية.

وشارك في المشاورات الأمنية كل من: وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بالإضافة إلى رئيس الشاباك، ومفوض الشرطة، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ومسؤولين آخرين.

وتقرّر مواصلة “الأنشطة العملياتية” لشرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام “الشاباك”، خلال الساعات القليلة المقبلة.

كما تمّ الاتفاق على “مواصلة تعزيز وتدفق القوات بشكل واسع النطاق إلى تل أبيب”، مع تماشي ذلك مع التطورات.

وتوجه بينيت إلى مقرّ الجيش في تلّ أبيب، لتلقي آخر المعلومات حول هذا الهجوم، الرابع خلال أسبوعين ونيّف في إسرائيل، بحسب ما أفاد مكتبه.

وقال متحدّث باسمه في وقت لاحق من مساء أمس إنّ “رئيس الوزراء نفتالي بينيت أجرى مشاورات أمنية وتلقّى آخر المستجدات حول التطوّرات على الأرض”، موضحاً أنه “تمّ الاتفاق على مواصلة تعزيز ونشر قوات على نطاق واسع في تل أبيب”.

وهذه العملية، هي الرابعة خلال الأسابيع الأخيرة في إسرائيل، إذ سبقتها 3 عمليات في بئر السبع، والخضيرة، وبني براك؛ أسفرت مجتمِعة عن مقتل 11 شخصاً، بينهم عناصر أمن، دون احتساب قتلى العمليّة المُنفّذة مساء أمس.

ويُعدّ “ديزنغوف”، حيث نُفِّذت العملية؛ أحد الشوارع الرئيسة والمهمة في تل أبيب، ويحتوي على مركز تسوّق، وميدان، ومحال تجارية أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى